مؤخرًا رأيت مرة أخرى من يروج لنظرية “الربح الدائم” من استراتيجية مارتينجيل، فكان من الضروري أن أوجه لهم بعض التوضيحات.
ما هي هذه الاستراتيجية بالضبط؟
ببساطة، تعتمد على منطق واحد: الخسارة تعني مضاعفة الرهان. إذا اشتريت بمبلغ 100 دولار وخسرت، تشتري بمبلغ 200 دولار، وإذا خسرت مرة أخرى، تشتري بمبلغ 400 دولار، وهكذا. من الناحية النظرية، طالما لديك مال كافٍ والسوق لا يموت، يمكنك الانتظار حتى يحدث انتعاش ويعوض جميع الخسائر ويحقق أرباحًا.
هل تبدو هذه الفكرة جذابة؟ لكن الواقع غالبًا ما يكون قاسيًا جدًا.
نوعان من الاستراتيجيات، ومخاطرهما مختلفة
نسخة التداول الفوري (الأسهم أو العملات الرقمية):
عندما يكون السوق في اتجاه صاعد، تشتري عند الانخفاض، وتضاعف حجم الصفقة لخفض متوسط السعر. مثلا، إذا انخفض البيتكوين من 60 ألف إلى 50 ألف، تشتري أكثر، وإذا انخفض إلى 40 ألف، تشتري مرة أخرى. وعندما يعود السعر إلى 65 ألف، تكون قد عوضت خسائرك.
هذه الطريقة قد تحقق أرباحًا في سوق صاعد واضح، لكن المشكلة هي — ماذا لو انعكس الاتجاه؟
في سوق هابطة مثل عام 2022، كثيرون وقعوا في فخ هذه الاستراتيجية وعلقوا فيها.
نسخة العقود (المعروفة بالمارجن أو العقود الآجلة):
تفتح مراكز في سوق متقلب، وتضاعف حجم الصفقة عند كل هبوط، سواء للشراء أو البيع على المكشوف.
نظريًا، كلما زادت تذبذبات السوق، زادت الأرباح، لكن في الواقع، يمكن لحركة حادة أن تفضي إلى تصفية حسابك بالكامل.
لماذا يُعتبر هذا مقامرة؟
البيانات تتحدث:
متطلبات رأس المال: لو بدأت بـ 10 آلاف دولار وخسرت 5 مرات متتالية، ستحتاج إلى 320 ألف دولار لتغطية الخسائر.
احتمالية التصفية (الـ"كليوزن"): في حالات تقلبات السوق الحادة، لا يكفي أي مبلغ مالي.
الضغط النفسي: أن ترى حسابك ينقص من 100 ألف إلى 50 ألف ثم يعود إلى 10 آلاف، كم من الناس يستطيع تحمل ذلك؟
الخطر الأساسي: هذه الاستراتيجية لا تعتمد على التحليل الفني أو الأساسي، بل على فرضية أن الطرف الآخر لديه سيولة كافية لامتصاص الخسائر.
عندما يدخل السوق في حالة ذعر، ويصبح من المستحيل البيع، لن تنفع مضاعفات الرهان.
كيف يستخدمها من لا يزال على قيد الحياة؟
إذا أردت أن تلعب بهذه الطريقة، يجب أن تستوفي هذه الشروط:
رأس مال كافٍ: لا تضع كل أموالك، واحتفظ بنسبة 50% كسيولة مرنة.
وقف خسارة صارم: لا تعني “دون توقف”، بل حدد حدًا أدنى للخسارة (مثلاً، توقف عن مضاعفة الرهان إذا خسرت 30% من رأس مالك).
اتجاه واضح: استخدمها فقط في سوق صاعد أو هابط واضح، ولا تستخدمها في فترات التذبذب أو السوق الجانبي.
تنفيذ منظم: لا تضاعف بشكل عشوائي، بل وفق خطة وجدول زمني محدد.
التحمل النفسي: كن مستعدًا لتحمل خسارة تصل إلى 70% من حسابك.
الكلمة الأخيرة
استراتيجية مارتينجيل تشبه الرافعة المالية العالية، لا يوجد فيها حق أو خطأ مطلق.
إذا استُخدمت بشكل صحيح، يمكن أن تحقق أرباحًا في سوق موثوق، وإذا أساءت استخدامها، قد تفقد كل شيء.
الذين يروجون لـ"الربح الدائم" في سوق العملات الرقمية غالبًا ما يبيعون دورات تدريبية أو منتجات،
والحقيقة أن لا يوجد طريقة تضمن الربح المستمر، هناك فقط طرق للبقاء على قيد الحياة.
قبل أن تستخدمها، اسأل نفسك:
هل أملك 50 ضعف رأس مالي؟
هل أستطيع تحمل خسارة 80% من استثماري؟
هل أفهم تمامًا تقلبات السوق الحادة؟
إذا كانت الإجابة “لا”، فمن الأفضل أن تتخلى عن هذه الفكرة مبكرًا.
قد تحتوي هذه الصفحة على محتوى من جهات خارجية، يتم تقديمه لأغراض إعلامية فقط (وليس كإقرارات/ضمانات)، ولا ينبغي اعتباره موافقة على آرائه من قبل Gate، ولا بمثابة نصيحة مالية أو مهنية. انظر إلى إخلاء المسؤولية للحصول على التفاصيل.
هل هو كابوس في عالم العملات الرقمية أم سر الثراء السريع؟ تحليل حقيقة استراتيجية مارتينجال
مؤخرًا رأيت مرة أخرى من يروج لنظرية “الربح الدائم” من استراتيجية مارتينجيل، فكان من الضروري أن أوجه لهم بعض التوضيحات.
ما هي هذه الاستراتيجية بالضبط؟
ببساطة، تعتمد على منطق واحد: الخسارة تعني مضاعفة الرهان. إذا اشتريت بمبلغ 100 دولار وخسرت، تشتري بمبلغ 200 دولار، وإذا خسرت مرة أخرى، تشتري بمبلغ 400 دولار، وهكذا. من الناحية النظرية، طالما لديك مال كافٍ والسوق لا يموت، يمكنك الانتظار حتى يحدث انتعاش ويعوض جميع الخسائر ويحقق أرباحًا.
هل تبدو هذه الفكرة جذابة؟ لكن الواقع غالبًا ما يكون قاسيًا جدًا.
نوعان من الاستراتيجيات، ومخاطرهما مختلفة
نسخة التداول الفوري (الأسهم أو العملات الرقمية):
عندما يكون السوق في اتجاه صاعد، تشتري عند الانخفاض، وتضاعف حجم الصفقة لخفض متوسط السعر. مثلا، إذا انخفض البيتكوين من 60 ألف إلى 50 ألف، تشتري أكثر، وإذا انخفض إلى 40 ألف، تشتري مرة أخرى. وعندما يعود السعر إلى 65 ألف، تكون قد عوضت خسائرك.
هذه الطريقة قد تحقق أرباحًا في سوق صاعد واضح، لكن المشكلة هي — ماذا لو انعكس الاتجاه؟
في سوق هابطة مثل عام 2022، كثيرون وقعوا في فخ هذه الاستراتيجية وعلقوا فيها.
نسخة العقود (المعروفة بالمارجن أو العقود الآجلة):
تفتح مراكز في سوق متقلب، وتضاعف حجم الصفقة عند كل هبوط، سواء للشراء أو البيع على المكشوف.
نظريًا، كلما زادت تذبذبات السوق، زادت الأرباح، لكن في الواقع، يمكن لحركة حادة أن تفضي إلى تصفية حسابك بالكامل.
لماذا يُعتبر هذا مقامرة؟
البيانات تتحدث:
الخطر الأساسي: هذه الاستراتيجية لا تعتمد على التحليل الفني أو الأساسي، بل على فرضية أن الطرف الآخر لديه سيولة كافية لامتصاص الخسائر.
عندما يدخل السوق في حالة ذعر، ويصبح من المستحيل البيع، لن تنفع مضاعفات الرهان.
كيف يستخدمها من لا يزال على قيد الحياة؟
إذا أردت أن تلعب بهذه الطريقة، يجب أن تستوفي هذه الشروط:
الكلمة الأخيرة
استراتيجية مارتينجيل تشبه الرافعة المالية العالية، لا يوجد فيها حق أو خطأ مطلق.
إذا استُخدمت بشكل صحيح، يمكن أن تحقق أرباحًا في سوق موثوق، وإذا أساءت استخدامها، قد تفقد كل شيء.
الذين يروجون لـ"الربح الدائم" في سوق العملات الرقمية غالبًا ما يبيعون دورات تدريبية أو منتجات،
والحقيقة أن لا يوجد طريقة تضمن الربح المستمر، هناك فقط طرق للبقاء على قيد الحياة.
قبل أن تستخدمها، اسأل نفسك:
هل أملك 50 ضعف رأس مالي؟
هل أستطيع تحمل خسارة 80% من استثماري؟
هل أفهم تمامًا تقلبات السوق الحادة؟
إذا كانت الإجابة “لا”، فمن الأفضل أن تتخلى عن هذه الفكرة مبكرًا.