صحوة عملة اليورو المستقرة: الهجوم المضاد لأوروبا ضد هيمنة الدولار

أوروبا تستيقظ أخيرًا على حقيقة صعبة: بينما تهيمن العملات المستقرة المرتبطة بالدولار الأمريكي على سوق العملات الرقمية، كانت الاتحاد الأوروبي نائمة. والآن، هم يهرعون لمحاولة اللحاق بالركب.

المحفز؟ المسؤولون من آلية الاستقرار الأوروبية ومجموعة اليورو يدعون علنًا إلى إصدار عملات مستقرة مقومة باليورو. بيير غرامينيا لم يلفظ الكلمات بشكل مبهم — أوروبا بحاجة إلى تقليل اعتمادها على USDT و USDC أو المخاطرة بفقدان سيادتها المالية في العصر الرقمي.

قبضة الدولار على سوق العملات الرقمية

إليك الواقع غير المريح: أسواق العملات الرقمية تعتمد على الدولار. كريستوفر وولر من الاحتياطي الفيدرالي قال ذلك بصراحة — أي نمو في التمويل اللامركزي سيعزز بشكل طبيعي مكانة الدولار كعملة احتياطية لأن التداولات تتم بالدولار الأمريكي. الأمر ليس صدفة؛ إنه هيكلية.

شاهدت أوروبا هذا الأمر وتدرك الآن: إذا لم نبنِ نظام عملات مستقرة خاص بنا، فإننا ببساطة نمنح النفوذ المالي لواشنطن.

مشكلة الجدول الزمني

لكن المشكلة هنا — اليورو الرقمي لن يصل قبل عام 2029. خمس سنوات. وفي الوقت نفسه، تتصارع العملات المستقرة المرتبطة بالدولار في السوق بسرعة كاملة.

عضو مجلس إدارة البنك المركزي الأوروبي، بييرو تشيبولوني، يدفع نحو اليورو الرقمي لكنه يعارض العملات الرقمية التي تصدر بشكل خاص. هذا تناقض استراتيجي. لا يمكنك الفوز في سباق السرعة إذا رفضت أن تجري بسرعة.

ما الذي يهم حقًا

الأمر لا يتعلق بالتكنولوجيا حقًا. إنه يتعلق بالجغرافيا السياسية المقنعة على أنها سياسة نقدية. حذرت كريستين لاغارد في سبتمبر من أن العملات المستقرة الأجنبية قد تستنزف السيولة من اليورو. الترجمة: نحن نفقد السيطرة المالية.

فهمت الولايات المتحدة هذا الأمر أولًا — ولهذا السبب، أُعطي إطار عمل GENIUS الخاص بمجلس الاحتياطي الفيدرالي بركة للعملات المستقرة بالدولار. أوروبا الآن تلعب لحاقًا في لعبة خاسرة بالفعل.

السؤال ليس هل ستظهر العملات المستقرة باليورو، بل هل ستصبح ذات أهمية بحلول الوقت الذي تظهر فيه.