## هل ستستمر أسعار الذهب العالمية في الارتفاع في 2025؟ تحليل كامل لقوى السوق

الأداء المتوقع للذهب بين 2024 و2025 يمكن وصفه بالمذهل — من ارتفاعه المستمر منذ بداية العام، وصولاً إلى اقترابه من مستوى 4400 دولار للأونصة في أكتوبر، مسجلاً أعلى مستوى تاريخي، مع زيادة إجمالية تقارب أعلى مستوى خلال 30 عاماً. لكن التصحيح الأخير جعل العديد من المستثمرين في حيرة: **هل ستستمر هذه الحركة؟ هل الآن هو الوقت المناسب للدخول؟**

لفهم اتجاه الذهب المستقبلي، يجب أولاً معرفة أسباب ارتفاعه. ببساطة، العوامل التي تدفع أسعار الذهب العالمية للارتفاع تتركز في ثلاثة محاور رئيسية.

### أثر السياسات الجمركية في التحوط

الإجراءات الجمركية التي أطلقها ترامب بعد توليه المنصب أدت مباشرة إلى ارتفاع جنوني في أسعار الذهب في 2025. التعديلات المستمرة على السياسات التجارية أدت إلى ارتفاع عدم اليقين في السوق، مما دفع المستثمرين نحو أصول الملاذ الآمن مثل الذهب. وفقاً للبيانات التاريخية، كلما حدثت تغييرات كبيرة في السياسات التجارية الأمريكية (مثل فترة الحرب التجارية في 2018)، عادةً ما يرتفع الذهب بنسبة تتراوح بين 5 إلى 10 نقاط مئوية على المدى القصير. هذه المرة، زادت حالة عدم اليقين في السياسات من جاذبية الذهب أكثر.

### توقعات خفض الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي تدفع السعر

هذا هو المحرك الآخر الذي يدعم ارتفاع الذهب على المدى الطويل. خفض الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي يعني تراجع قيمة الدولار، وتكلفة الفرصة البديلة لامتلاك الذهب تنخفض، مما يدفع سعر الذهب للارتفاع بشكل طبيعي. من المثير للاهتمام أن السوق غالباً ما يكون أكثر تأثراً بـ**توقعات** خفض الفائدة بدلاً من الخفض الفعلي نفسه.

على سبيل المثال، في اجتماع الاحتياطي الفيدرالي في سبتمبر: على الرغم من الإعلان عن خفض بمقدار 25 نقطة أساس، إلا أن السوق كان قد استوعب هذا التوقع مسبقاً، ومع ذلك، وصف رئيس الاحتياطي جيروم باول هذا الخفض بأنه "خفض إدارة المخاطر" وليس إشارة إلى خفض مستمر، مما أدى إلى تراجع سعر الذهب لاحقاً. هذا يعكس قاعدة مهمة — **العلاقة العكسية بين المعدل الحقيقي وسعر الذهب**.

عندما ينخفض المعدل الحقيقي، يزداد جاذبية الذهب؛ وعندما تتعزز توقعات خفض الفائدة، يميل سعر الذهب العالمي إلى الارتفاع. وفقاً لأحدث بيانات CME، فإن احتمالية استمرار خفض الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في ديسمبر تصل إلى 84.7%، مما يدعم استمرار ارتفاع السعر.

### استمرار زيادة احتياطيات البنوك المركزية العالمية

وفقاً لأحدث تقرير من جمعية الذهب العالمية، بلغ حجم شراء البنوك المركزية للذهب في الربع الثالث من 2025 حوالي 220 طن، بزيادة قدرها 28% عن الربع السابق. خلال التسعة أشهر الأولى، تم شراء حوالي 634 طن من الذهب، وهو أقل قليلاً من نفس الفترة من العام الماضي، لكنه لا يزال عند مستويات عالية تاريخياً. والأهم من ذلك، أن 76% من البنوك المركزية المستجيبة أبدت نيتها لزيادة نسبة الذهب في احتياطاتها خلال الخمس سنوات القادمة، مع توقع انخفاض نسبة الاحتياطيات بالدولار. هذا التوجه طويل الأمد في التخصيص يعزز أساسيات سعر الذهب العالمي.

### عوامل أخرى لا ينبغي إغفالها

**ديون عالية وضغوط تضخمية متزامنة** — بلغت ديون العالم 307 تريليون دولار، مما يدفع الدول إلى الحفاظ على سياسات نقدية مرنة نسبياً، مما يضغط على المعدلات الحقيقية ويعزز بشكل غير مباشر جاذبية الذهب.

**اهتزاز ثقة الدولار** — عندما يضعف الدولار نسبياً أو تتراجع ثقة السوق، يستفيد الذهب المقوم بالدولار، ويجذب تدفقات رأس المال.

**توترات جيوسياسية** — استمرار الصراع الروسي الأوكراني، وعدم استقرار الأوضاع في الشرق الأوسط، كلها عوامل تحفز الطلب على الأصول الآمنة.

**تأثير وسائل التواصل الاجتماعي** — التغطيات المستمرة والتضخيم الإعلامي تؤدي إلى تدفقات قصيرة الأمد من الأموال، مما يزيد من تقلبات الأسعار.

## كيف ترى المؤسسات الكبرى سوق 2026؟

رغم التصحيحات الأخيرة، لا تزال البنوك الاستثمارية العالمية تتوقع مستقبلاً إيجابياً للذهب. يعتقد بنك جي بي مورغان أن التصحيح هو "تصحيح صحي"، ويحدد هدف سعر الربع الرابع من 2026 عند 5055 دولار للأونصة. أما جولدمان ساكس، فيؤكد على هدف 4900 دولار للأونصة بنهاية 2026. بنك أوف أمريكا أكثر حماسة، ويتوقع أن يتجاوز سعر الذهب 6000 دولار في العام القادم.

هذه التوقعات ليست من فراغ — العوامل الأساسية التي تدعم سعر الذهب العالمي (انخفاض الفائدة، ارتفاع الديون، وتخصيص البنوك المركزية) لم تتغير، فقط يجب الحذر من تقلبات قصيرة الأمد.

## ماذا على المستثمرين الأفراد أن يفعلوا الآن؟

بعد فهم منطق ارتفاع سعر الذهب، السؤال الأهم هو: **هل لا زال بإمكانك الشراء الآن؟**

**إذا كنت متداولاً قصير الأمد**، فإن التقلبات الحالية تعتبر فرصة. السيولة متوفرة، واتجاهات الارتفاع والانخفاض واضحة نسبياً، خاصة قبل وبعد صدور البيانات الأمريكية. يمكن للمحترفين تتبع البيانات الاقتصادية عبر التقويم الاقتصادي، والتخطيط مسبقاً. لكن المبتدئين يجب أن يبدأوا بمبالغ صغيرة، وألا يجنحوا وراء الشراء عند القمة بشكل أعمى — فهذه دروس قاسية.

**إذا كنت تريد تخصيص جزء من محفظتك للذهب كحفظ طويل الأمد**، فاستعد لتحمل تقلبات عنيفة. متوسط تقلبات الذهب السنوية هو 19.4%، وهو أعلى من مؤشر S&P 500 الذي يبلغ 14.7%. خلال دورة عشر سنوات، قد يتضاعف السعر أو ينخفض إلى النصف، الأمر يعتمد على قدرتك على تحمل المخاطر.

**إذا كنت تفكر في إضافة الذهب لمحفظتك الاستثمارية**، فالتخصيص ممكن، لكن لا تضع كل أموالك فيه. التنويع هو الخيار الأكثر أماناً، والذهب هو جزء من المحفظة وليس كل شيء.

**للمستثمرين الباحثين عن أقصى عائد**، يمكنهم الاستفادة من تقلبات قصيرة الأمد بعد أو قبل البيانات الاقتصادية المهمة، لكن ذلك يتطلب خبرة في التداول وانضباطاً في إدارة المخاطر.

### بعض النصائح التي لا بد من ذكرها

أولاً، تقلبات الذهب ليست منخفضة. متوسط تقلباته السنوية 19.4%، فلا تظن أنه أكثر استقراراً من الأسهم.

ثانياً، على المدى الطويل (10 سنوات فما فوق)، يمكن أن يحتفظ الذهب بقيمته، لكنه قد يمر بعدة مراحل من الصعود والهبوط.

ثالثاً، تكاليف تداول الذهب المادي مرتفعة نسبياً، غالباً بين 5% و20%، مما يقتطع من الأرباح.

رابعاً، والأهم، **لا تضع كل بيضك في سلة واحدة**. مهما كانت نظرتك إيجابية للسعر، فإن التركيز المفرط في استثمار واحد غير منطقي.

بشكل عام، لا تزال هناك فرص في سوق الذهب لعام 2025، لكن قبل الاستثمار، عليك أن تحدد هل أنت متداول قصير الأمد أم مستثمر طويل الأمد، وتضع خطة مناسبة. لا تتبع الأهواء، ولا تشتري عند القمة — فهذه دروس ضرورية لبقاء المستثمرين الأفراد.