## 2025年 الولايات المتحدة الأمريكية، إلى أين تتجه أسعار الصرف؟ تحليل شامل لآفاق الدولار الأمريكي وفرص الاستثمار



يؤثر تقلب سعر الصرف للدولار كعملة احتياطية عالمياً على أعصاب المستثمرين في جميع أنحاء العالم. مع دخول عام 2025، يواجه سعر صرف الدولار الأمريكي ضغوطاً متعددة، حيث تتداخل العوامل الفنية والاقتصادية الأساسية وتوقعات السياسات، مما يجعل السوق مليئاً بالمفاجآت. هل سيرتفع الدولار أم ينخفض، وكيفية البحث عن فرص في ظل التقلبات، أصبح محور اهتمام المستثمرين.

## فهم المنطق الأساسي وراء سعر صرف الدولار

**جوهر سعر صرف الدولار هو القيمة النسبية**، أي كمية العملة التي تحتاجها مقابل الدولار. على سبيل المثال، EUR/USD=1.04 يعني أن يورو واحد يحتاج إلى 1.04 دولار أمريكي للتحويل. عندما يرتفع هذا النسبة، يدل ذلك على تراجع قيمة الدولار؛ والعكس صحيح، فارتفاع الدولار يعني ارتفاع قيمته.

مؤشر الدولار هو مقياس لقوة الدولار بشكل عام، ويتكون من سعر صرف الدولار مقابل ست عملات رئيسية: اليورو، الين الياباني، الجنيه الإسترليني، الدولار الكندي، الكرون السويدي، والفرنك السويسري. هذا المؤشر يعكس ليس فقط القوة الاقتصادية للولايات المتحدة، بل يتأثر أيضاً بتنسيق سياسات البنوك المركزية عالمياً. خفض الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي لا يؤدي بالضرورة إلى انخفاض مؤشر الدولار، بل يعتمد الأمر على ما إذا كانت البنوك المركزية الأخرى تتخذ إجراءات مماثلة.

## الدورة التاريخية: دروس من ثماني دورات للدولار

منذ تفكك نظام بريتون وودز في السبعينيات، مر مؤشر الدولار بثلاث دورات كاملة من الارتفاع والانخفاض:

**1971-1980: الفوضى والانكماش**. انتهى نظام الذهب في عهد نيكسون، وتحرر الدولار من قيود الذهب، تلاه أزمة النفط وضغوط التضخم المرتفعة، مما أدى إلى هبوط الدولار إلى أقل من 90.

**1980-1985: الانتعاش القوي**. رفع رئيس الاحتياطي الفيدرالي السابق وولكر الفائدة بشكل حاد إلى 20%، وارتفع مؤشر الدولار إلى ذروته، ليصبح أقوى عملة في تلك الفترة.

**1985-1995: سوق هابطة طويلة**. برزت مشكلة "العيوب المزدوجة" (عجز الميزانية والعجز التجاري)، ودخل الدولار في مسار تراجع طويل الأمد.

**1995-2002: ازدهار الإنترنت**. خلال فترة كلينتون، شهد الاقتصاد نمواً قوياً، وارتفع مؤشر الدولار إلى 120 نقطة، مع تدفق الأموال عائدة إلى الولايات المتحدة.

**2002-2010: فقاعة الانفجار**. فقاعة الإنترنت، أحداث 11 سبتمبر، والأزمة المالية 2008، أدت إلى هبوط مؤشر الدولار إلى حوالي 60، مع استمرار سياسة التخفيف الكمي التي ضغطت على قيمة الدولار.

**2011-2020: انتعاش كملاذ آمن**. أزمة ديون أوروبا واندلاع أزمة سوق الأسهم الصينية، مع استقرار نسبي في الولايات المتحدة، وتوقعات رفع الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي، دعمت ارتفاع مؤشر الدولار.

**2020-2022: صدمة الجائحة**. سياسات الفائدة الصفرية والتخفيف الكمي غير المحدود أدت إلى هبوط حاد في مؤشر الدولار، مما أدى إلى ارتفاع التضخم العالمي.

**2022-2024: حرب أسعار الفائدة**. رفع الاحتياطي الفيدرالي للفائدة إلى أعلى مستوى خلال 25 عاماً وبدء تقليص الميزانية (QT)، رغم أنه كبح التضخم، إلا أن ثقة الدولار تعرضت لضغوط مرة أخرى.

هذه الدورة التاريخية تظهر أن تطور سعر صرف الدولار مرتبط بشكل وثيق بسياسات الاحتياطي الفيدرالي، والدورات الاقتصادية، والمخاطر العالمية.

## آفاق سعر صرف الدولار الأمريكي لعام 2025: توافق بين التحليل الفني والأساسي

يواجه مؤشر الدولار حالياً ضغوطاً. بعد تراجعه لخمسة أيام متتالية، انخفض إلى أدنى مستوى منذ نوفمبر (حوالي 103.45)، وكسره لمتوسطه المتحرك لـ200 يوم، وهو إشارة فنية هابطة. البيانات الخاصة بالتوظيف الأمريكي جاءت أدنى من التوقعات، مما عزز توقعات السوق لمزيد من خفض الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي، وانخفض عائد السندات الحكومية، مما يقلل من جاذبية الدولار.

**التوقعات القصيرة الأجل**: على الرغم من وجود فرصة للانتعاش، إلا أن الاتجاه العام غير مؤيد للدولار. إذا استمر الاحتياطي الفيدرالي في خفض الفائدة كما يتوقع السوق، فمن المحتمل أن يواصل الدولار تراجعه. من المتوقع أن يظل مؤشر الدولار في النصف الأول من 2025 في وضع هبوطي، مع احتمال تصحيح مؤقت ثم استمرار الهبوط، مع هدف أقل من 102.

**التوقعات متوسطة وطويلة الأجل**: إذا استمرت البيانات الاقتصادية في الضعف، واستمر دورة خفض الفائدة، فمن المحتمل أن يظل مؤشر الدولار تحت ضغط في النصف الثاني من 2025. ومع ذلك، يجب الانتباه إلى المخاطر الجيوسياسية التي قد تؤدي إلى انتعاش الدولار.

## علاقة سعر صرف الدولار مع العملات الرئيسية الأخرى عالمياً

### اليورو/الدولار: إمكانيات ارتفاع واضحة

اليورو يتحرك عكسياً مقابل الدولار. عندما تتزايد توقعات خفض الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي، وتباطؤ الاقتصاد الأمريكي، غالباً ما يقوى اليورو. حتى الآن، ارتفع EUR/USD إلى 1.0835، ويظهر زخمًا مستمرًا في الارتفاع.

التحليل الفني يشير إلى أنه إذا اخترق مستوى 1.0900 نفسيًا، قد يواصل اليورو الارتفاع. المستويات السابقة وخطوط الاتجاه توفر دعمًا، و1.0900 يمثل مقاومة رئيسية. إذا استمرت البيانات الأمريكية في الضعف وتأخرت سياسة البنك المركزي الأوروبي في التيسير، فقد يستمر الاتجاه الصاعد لليورو.

### الجنيه الإسترليني/الدولار: المستفيد من الاختلافات السياسية

توقعات أن يتباطأ بنك إنجلترا في خفض الفائدة مقارنةً بالاحتياطي الفيدرالي، تمنح الجنيه الإسترليني ميزة نسبية. السوق يتوقع أن يظل GBP/USD في نطاق تقلبات صعودية بين 1.25 و1.35 خلال 2025. إذا استمرت السياسات الاقتصادية بين البلدين في الاختلاف، قد يختبر الجنيه مستوى 1.40، لكن المخاطر السياسية والتقلبات قد تؤدي إلى تصحيح.

### الدولار/اليوان الصيني: التوجهات السياسية هي المفتاح

سعر صرف الدولار مقابل اليوان يعتمد على الفروقات في السياسات الاقتصادية بين البلدين. إذا استمر الاحتياطي الفيدرالي في رفع الفائدة، وتباطأ الاقتصاد الصيني، فمن المتوقع أن يرتفع الدولار مقابل اليوان. من الناحية الفنية، يتداول الدولار/اليوان بين 7.2300 و7.2600، بدون قوة كافية لاختراق هذا النطاق. على المستثمرين مراقبة كسر هذا النطاق، وتأثير تدخل البنك المركزي على سعر الصرف.

### الدولار/الين الياباني: بداية اتجاه هابط

الاقتصاد الياباني يتحسن، حيث سجل الأجور الفعلية في يناير أعلى مستوى منذ 32 عاماً بنسبة 3.1% على أساس سنوي، مما يشير إلى احتمال تعديل البنك المركزي لسياساته. إذا زادت وتيرة رفع الفائدة تحت ضغط دولي، قد يتجه الدولار/الين نحو الهبوط. فنيًا، كسر مستوى 146.90 قد يؤدي إلى مزيد من الانخفاض، ويحتاج إلى اختراق 150 لعكس الاتجاه الهابط.

### الدولار الأسترالي/الدولار الأمريكي: البيانات الاقتصادية تدعم

نمو الناتج المحلي الإجمالي وبيانات التجارة في الربع الرابع من أستراليا فاقت التوقعات، والبنك المركزي الأسترالي يتخذ موقفًا حذرًا من خفض الفائدة، مما يدعم ارتفاع الأسترالي. إذا استمرت سياسة التيسير من قبل الاحتياطي الفيدرالي في 2025، وتراجع الدولار، فمن المتوقع أن يستفيد الأسترالي/الدولار ويواصل الارتفاع.

## استراتيجيات الاستثمار في سعر صرف الدولار لعام 2025: من التداول القصير إلى التخصيص المتوسط

**الربع الأول والثاني: استغلال الفرص الهيكلية**

سيناريو الصعود: تصاعد النزاعات الجيوسياسية قد يدفع مؤشر الدولار إلى 100-103؛ البيانات الاقتصادية الأمريكية القوية قد تؤجل خفض الفائدة، مما يدعم الدولار.

سيناريو الهبوط: استمرار خفض الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي، وطلب ضعيف على السندات الأمريكية، يثير مخاوف من مخاطر الائتمان.

المستثمرون المتحمسون يمكنهم البيع عند مستوى 95-100، باستخدام المؤشرات الفنية لالتقاط إشارات الانعكاس. المستثمرون المحافظون يفضلون الانتظار حتى تتضح سياسة الاحتياطي الفيدرالي.

**الربع الثالث وحتى نهاية العام: التحول إلى الأصول غير الأمريكية**

مع تعمق دورة خفض الفائدة، تقل ميزة عوائد السندات الأمريكية، وقد تتجه الأموال نحو الأسواق الناشئة أو منطقة اليورو. توجهات تقليل الاعتماد على الدولار (مثل مبادرة البريكس لتسوية المعاملات بعملاتها المحلية) قد تضعف مكانة الدولار كعملة احتياطية.

ينصح بتقليل مراكز الدولار تدريجيًا، والتوجه نحو العملات غير الأمريكية مثل الين والأسترالي، أو الاستثمار في الأصول المرتبطة بالسلع مثل الذهب والنحاس.

## الخاتمة

سيتطلب عام 2025 مراقبة دقيقة لبيانات السوق، مع التركيز على مسارات سياسات الاحتياطي الفيدرالي، والظروف الاقتصادية العالمية، والتغيرات الجيوسياسية. التكيف المرن، والالتزام باستراتيجية تداول منضبطة، هو المفتاح لتحقيق أرباح من تقلبات سعر الدولار.
شاهد النسخة الأصلية
قد تحتوي هذه الصفحة على محتوى من جهات خارجية، يتم تقديمه لأغراض إعلامية فقط (وليس كإقرارات/ضمانات)، ولا ينبغي اعتباره موافقة على آرائه من قبل Gate، ولا بمثابة نصيحة مالية أو مهنية. انظر إلى إخلاء المسؤولية للحصول على التفاصيل.
  • أعجبني
  • تعليق
  • إعادة النشر
  • مشاركة
تعليق
0/400
لا توجد تعليقات
  • تثبيت