تحول السياسة النقدية في اليابان: البنك المركزي الياباني سيرفع المعدلات مع تصاعد الرياح المعاكسة الاقتصادية

يقوم بنك اليابان بالمضي قدمًا في عملية تطبيع السياسات، مع نية رفع سعر الفائدة من 0.5% إلى 0.75% عند انتهاء لجنة السياسة النقدية من اجتماعها في 19 ديسمبر. ويعد هذا أول خطوة تشديد منذ أوائل 2025، وذلك نتيجة لقراءات التضخم العنيدة واستمرار تراجع الين الذي ضغط على المستهلكين المعتمدين على الواردات في جميع أنحاء البلاد.

يقود المحافظ كازوئو أوبيدا عملية فك التيسير النقدي تدريجيًا بعد عقود من السياسة فائقة التيسير. ويعكس التوقيت الضغوط التضخمية المتزايدة التي أجبرت البنك المركزي على اتخاذ إجراءات، حتى مع معاناة صانعي السياسات من تداعيات جدول الميزانية التوسعي الذي اقترحته رئيسة الوزراء ساناي تاكايشي. حيث أثارت مبادرتها الإنفاقية البالغة 18.3 تريليون ين — ما يعادل حوالي $118 مليار — مخاوف بشأن المالية الحكومية والاستدامة، مما يزيد من تعقيد حسابات سياسة بنك اليابان.

توقعات السوق والتوجيه المستقبلي

يركز المتداولون والمستثمرون بشكل كبير على ما سيأتي بعد ذلك. بالإضافة إلى الزيادة المتوقعة في ديسمبر، يتوقع المشاركون في السوق إجراء تعديلات إضافية على المعدلات حتى عام 2026، مع توقع بعض المحللين رفعًا آخرًا في أبريل 2026 إذا استمر نمو الأجور بصحة جيدة. يؤكد استراتيجيون من OCBC أن إعلان ديسمبر سيحدد نغمة دورة التطبيع بأكملها، ويشكل توقعات التحركات السياسية لعام 2026.

وتزداد المخاطر خاصة بالنظر إلى البيانات الاقتصادية الأخيرة. من المتوقع أن تؤكد قراءات مؤشر أسعار المستهلكين لشهر نوفمبر مخاوف التضخم، مما قد يعزز من توجه بنك اليابان نحو تشديد أكثر حدة إذا استمرت الزخم التضخمي. ويضع هذا اجتماع ديسمبر في دائرة التركيز الحادة، حيث تقوم الأسواق بضبط توقعاتها لمسار المستقبل.

تحدي الين وتقلبات العملة

أصبح ضعف الين مصدر قلق رئيسي لكل من صانعي السياسات والمستثمرين. حيث وصل سعر صرف الدولار مقابل الين مؤخرًا إلى أعلى مستوى له خلال 10 أشهر، مما يعكس ديناميكيات تجارة الحمل والاختلافات في المعدلات المتوقعة. وللإشارة، تؤدي هذه الضغوط على الصرف إلى تحولات كبيرة في العملات الإقليمية — حيث تتغير قيمة تحويل 1 مليار ين إلى الدولار الأسترالي يوميًا مع تآكل القوة الشرائية للين.

على الرغم من أن توقعات رفع المعدلات قد وفرت دعمًا محدودًا للعملة، إلا أن وعود التدخل اللفظي من قبل المسؤولين الحكوميين فشلت في تعزيز الين بشكل مستدام. ويشير محللو ANZ إلى أن استعادة الين بشكل ملموس تتطلب ليس فقط التزام بنك اليابان بالتشديد، بل أيضًا الحذر المالي وبيئة الدولار الأمريكي الأضعف — وهي ظروف لا تزال غير مؤكدة.

ضغوط سوق الأسهم والتوقعات الاقتصادية

تراجع مؤشر نيكاي 225 بنحو 3% خلال الأسبوع الماضي مع تقييم المستثمرين لارتفاع تكاليف الاقتراض وتأثيرها على ربحية الشركات، خاصة في القطاعات التصديرية. وتواجه هذه الشركات ضغطًا مزدوجًا: ارتفاع تكاليف التمويل محليًا، ولكن ضعف الين الذي من المفترض أن يعزز القدرة التنافسية للأرباح الخارجية.

ومع ذلك، فإن بيان بنك اليابان في ديسمبر يحمل احتمال توفير بعض الراحة إذا أظهر صانعو السياسات ثقة في مرونة الاقتصاد. حيث يمكن أن توفر بيانات الربع الرابع القوية وتوقعات استقرار الإنفاق الاستهلاكي بعض الدعم لأسواق الأسهم، مع تعويض الرياح المعاكسة من ارتفاع المعدلات.

ما الذي سيحدث بعد ذلك

يعتمد المسار الفوري على البيانات الواردة واللغة المستخدمة في التوجيه المستقبلي. فسيعمل بيان بنك اليابان في ديسمبر إما على تسريع أو تهدئة توقعات السوق بشأن وتيرة التشديد المستقبلية. ويحذر OCBC من أن استعادة الين بشكل مستدام تتطلب نهجًا متعدد الأوجه — تشديد نقدي ملتزم من بنك اليابان، وانضباط مالي من الحكومة، وظروف خارجية داعمة.

في الوقت الحالي، تظل الأسواق في وضع الانتظار والترقب. ومن المتوقع أن يوضح إعلان 19 ديسمبر عزم بنك اليابان على التطبيع، بالإضافة إلى كشفه عن رؤيته لمسار التضخم والنمو في اليابان.

شاهد النسخة الأصلية
قد تحتوي هذه الصفحة على محتوى من جهات خارجية، يتم تقديمه لأغراض إعلامية فقط (وليس كإقرارات/ضمانات)، ولا ينبغي اعتباره موافقة على آرائه من قبل Gate، ولا بمثابة نصيحة مالية أو مهنية. انظر إلى إخلاء المسؤولية للحصول على التفاصيل.
  • أعجبني
  • تعليق
  • إعادة النشر
  • مشاركة
تعليق
0/400
لا توجد تعليقات
  • Gate Fun الساخن

    عرض المزيد
  • القيمة السوقية:$3.5Kعدد الحائزين:1
    0.00%
  • القيمة السوقية:$3.5Kعدد الحائزين:1
    0.00%
  • القيمة السوقية:$3.49Kعدد الحائزين:1
    0.00%
  • القيمة السوقية:$4.1Kعدد الحائزين:2
    2.90%
  • القيمة السوقية:$3.49Kعدد الحائزين:1
    0.00%
  • تثبيت