الذهب في 2026.. هل يحقق حلم الـ 5000 دولار؟

عام 2025 كتب سيناريو ذهبيًا لا ينسى. تجاوزت أسعار الذهب حاجز 4300 دولار للأوقية في أكتوبر، لكن النوفمبر جاء بتصحيح حاد هبط القرب من 4000 دولار. السؤال الذي يطرحه كل مستثمر الآن: هل 2026 سيشهد قفزة نحو 5000 دولار؟ أم أن الصعود انتهت فصوله؟

الإجابة تعتمد على رقصة معقدة بين عوامل اقتصادية وجيوسياسية وقرارات نقدية. فالذهب لم يعد مجرد معدن نفيس، بل أصبح ساحة صراع بين المستثمرين الباحثين عن الأمان والاقتصاديين القلقين من تفاقم الديون العالمية.

لماذا قفز الذهب 35% في عام واحد؟

الطلب الاستثماري وحده لا يفسر القصة. البيانات من مجلس الذهب العالمي تروي حكاية مختلفة: في الربع الأول من 2025 وحده، بلغ إجمالي الطلب 1206 طن، وهو أعلى رقم منذ 2016. صناديق الذهب المتداولة (ETFs) استقطبت تدفقات خيالية، فارتفعت أصولها المُدارة إلى 472 مليار دولار مع حيازات بلغت 3838 طن.

لكن العرض؟ إنتاجية المناجم وصلت لـ 856 طن فقط في الربع الأول، بزيادة طفيفة 1%، بينما انخفض الذهب المعاد تدويره. الفجوة بين الطلب والعرض تتسع، وهو ما يدفع الأسعار نحو الأعلى بفعل الندرة.

البنوك المركزية: اللاعب الصامت الأخطر

44% من البنوك المركزية العالمية تدير احتياطيات ذهبية الآن، مقابل 37% في 2024. الصين وحدها أضافت أكثر من 65 طنًا في النصف الأول من 2025، بينما تواصل تركيا والهند مسيرة الاقتناء الاستراتيجي.

هذا لا يبدو عارضًا. البنوك المركزية تخطط طويلة الأجل. مع أسعار صرف متقلبة وديون سيادية متضخمة، الذهب أصبح أداة تحوط ضد تقلبات الدولار والأسواق الناشئة. والتوقعات تشير إلى استمرار هذا الشراء حتى نهاية 2026.

الفيدرالي يلعب لعبته

خفض الفيدرالي الأمريكي الفائدة مرتين حتى الآن في 2025، وسوق العقود الآجلة تسعر خفضًا ثالثًا بـ 25 نقطة أساس في ديسمبر 2025. وبحسب توقعات بلاك روك، قد يصل معدل الفائدة إلى 3.4% بحلول نهاية 2026.

كل خفض للفائدة = تراجع العوائد الحقيقية للسندات = جاذبية أكبر للذهب. العلاقة العكسية بين الفائدة والذهب ليست عقيدة، بل حقيقة سوقية مثبتة.

الدولار ينسحب، والذهب يتقدم

مؤشر الدولار انخفض 7.64% من ذروته في بداية 2025 حتى نوفمبر. عوائد السندات الأمريكية لـ 10 سنوات تراجعت من 4.6% إلى 4.07%. هذا المزيج يعني أن الذهب أصبح بديلًا جاذبًا للأصول الدولارية.

المستثمرون الأجانب يشترون الذهب الآن بأسعار أرخص (بفضل ضعف الدولار)، مما يرفع الطلب العالمي. دورة ايجابية تعزز التوقعات الصاعدة.

التوترات الجيوسياسية لن تهدأ

النزاعات التجارية بين أمريكا والصين، التوترات حول تايوان، الغموض في سلاسل الإمداد… كل هذا رفع الطلب على الذهب بـ 7% على أساس سنوي، وفقًا لرويترز. المستثمرون المؤسسيون يحتمون بالمعادن النفيسة من التقلبات الجيوسياسية.

وطالما ظلت هذه الضغوط قائمة (وكل المؤشرات تشير لاستمرارها)، سيظل الذهب المستفيد الأول.

ماذا يتوقع الخبراء لـ 2026؟

التوقعات تتجمع حول نطاق محدد:

  • بنك HSBC: 5000 دولار كذروة محتملة في النصف الأول من 2026، مع متوسط سنوي 4600 دولار
  • بنك أوف أمريكا: 5000 دولار كقمة، ومتوسط 4400 دولار
  • غولدمان ساكس: 4900 دولار للأوقية
  • جيه بي مورغان: 5055 دولار بحلول منتصف 2026

النطاق الأكثر شيوعًا بين المحللين يتراوح بين 4800 و5000 دولار كمستويات ذروة، مع متوسط سنوي ما بين 4200 و4800 دولار.

الإجماع واضح: السوق تتوقع صعودًا، لكن ليس بلا حدود.

التحذيرات التي لا يجب تجاهلها

HSBC أشار إلى احتمال تصحيح نحو 4200 دولار في النصف الثاني من 2026 إذا لجأ المستثمرون لجني الأرباح. غولدمان ساكس حذّرت من اختبار “مصداقية السعرية” إذا استمر الذهب فوق 4800 دولار مع ضعف الطلب الصناعي.

لكن المحللون في جيه بي مورغان ودويتشه بنك أجمعوا على أن الذهب دخل منطقة سعرية جديدة يصعب كسرها لأسفل، بفضل تحول استراتيجي في نظرة المستثمرين إليه كأصل طويل الأجل.

التحليل الفني: ماذا تقول الأرقام؟

بتاريخ 21 نوفمبر 2025، أغلق الذهب عند 4065 دولار، بعد لمس ذروة 4381 دولار في 20 أكتوبر. السعر كسر القناة الصاعدة لكنه يتمسك بخط الاتجاه الرئيسي عند 4050 دولار.

المستوى 4000 دولار هو الفاصل الحقيقي. إذا انكسر بإغلاق واضح، قد يستهدف السعر 3800 دولار. لكن إذا صمد، فإن 4200 ثم 4400 و4680 دولار تنتظر في الأفق.

مؤشر القوة النسبية (RSI) عند 50 = حياد تام، لا تشبع شرائي أو بيعي. مؤشر MACD يؤكد أن الاتجاه العام لا يزال صاعدًا.

التوقع: نطاق عرضي مائل صعودًا بين 4000 و4220 دولار على المدى القريب، مع احتمال أقوى لكسر المقاومات نحو الأعلى.

الخلاصة: هل 5000 دولار حتمية؟

الإجابة: ليست حتمية، لكنها ممكنة جدًا.

إذا استمرت العوائد الحقيقية في التراجع، وظل الدولار ضعيفًا، والبنوك المركزية في مسيرة الشراء، و التوترات الجيوسياسية لم تهدأ… فإن 5000 دولار ليست حلمًا بعيد المنال.

لكن إذا انحسر التضخم بسرعة، وعادت الثقة للأسواق المالية، أو حدثت صدمة اقتصادية غير متوقعة… فقد يدخل الذهب مرحلة استقرار طويلة الأجل دون تحقيق هذا الهدف.

الذهب، مثل أي سوق مالي، يكتب قصته بناءً على تفاعل العوامل الحية في الوقت الفعلي. المستثمرون الذكيون يراقبون البنوك المركزية والفيدرالي والديون العالمية، وليس فقط السعر نفسه.

قد تحتوي هذه الصفحة على محتوى من جهات خارجية، يتم تقديمه لأغراض إعلامية فقط (وليس كإقرارات/ضمانات)، ولا ينبغي اعتباره موافقة على آرائه من قبل Gate، ولا بمثابة نصيحة مالية أو مهنية. انظر إلى إخلاء المسؤولية للحصول على التفاصيل.
  • أعجبني
  • تعليق
  • إعادة النشر
  • مشاركة
تعليق
0/400
لا توجد تعليقات
  • Gate Fun الساخن

    عرض المزيد
  • القيمة السوقية:$3.53Kعدد الحائزين:1
    0.00%
  • القيمة السوقية:$3.53Kعدد الحائزين:1
    0.00%
  • القيمة السوقية:$3.54Kعدد الحائزين:1
    0.00%
  • القيمة السوقية:$3.6Kعدد الحائزين:2
    0.15%
  • القيمة السوقية:$3.59Kعدد الحائزين:2
    0.00%
  • تثبيت