معدل البطالة عند أعلى مستوى له خلال أربع سنوات وراء ذلك: تباين سوق الأسهم الأمريكية، هبوط حاد في أسعار النفط، وتيسلا تحقق أعلى مستوى لها على الإطلاق في ظل الاتجاه المعاكس

البيانات التشغيلية الأمريكية لشهر 11 تم الإعلان عنها للتو، ورد فعل السوق معقد — معدل البطالة ارتفع إلى 4.6% مسجلاً أعلى مستوى منذ سبتمبر 2021، على الرغم من زيادة التوظيف غير الزراعي بمقدار 64,000 وظيفة متجاوزًا التوقعات، إلا أن الحقيقة التي تكشف عنها هذه البيانات دفعت المستثمرين لإعادة تقييم مساحة خفض الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي.

إشارات حمراء في سوق العمل: قلة التسريحات لا تعني أخبارًا جيدة

أظهرت بيانات مكتب إحصاءات العمل الأمريكي الصادرة يوم الثلاثاء أن التوظيف غير الزراعي الموسمي المعدل شهريًا زاد بمقدار 64,000 وظيفة في نوفمبر، وهو ما يبدو أفضل من توقعات السوق البالغة 45,000 وظيفة، لكن في الواقع هو “ازدهار زائف”. الأمر الرئيسي هو اتجاه معدل البطالة — الذي ارتفع من 4.44% في سبتمبر إلى 4.564% في نوفمبر، بزيادة قدرها 12.4 نقطة أساس خلال شهر واحد.

الأمر الأكثر إثارة للقلق هو أن بيانات أكتوبر تم تعديلها بشكل كبير نحو الأسفل، حيث انخفضت الوظائف غير الزراعية بمقدار 105,000 وظيفة، وهو أكبر انخفاض منذ نهاية عام 2020. حيث قلصت الحكومة 162,000 وظيفة (بسبب توقف الحكومة الأمريكية عن العمل مما أدى إلى فقدان البيانات). أشار الصحفي المخضرم في وول ستريت جورنال، المعروف بـ"مطلع أخبار الاحتياطي الفيدرالي" نيك تيميراوس، إلى أنه حتى نوفمبر، خلال الأشهر الستة الماضية، كان التوظيف في القطاع الخاص يزداد بمعدل 44,000 وظيفة شهريًا فقط، وهو أبطأ معدل توظيف خلال دورة إعادة تشغيل الاقتصاد بعد الجائحة.

تفسير السوق واضح جدًا: معظم الشركات لا تقوم بتسريح جماعي، ولا ترغب في توظيف عدد كبير من الموظفين الجدد. القوة الدافعة الأساسية وراء ذلك لا يمكن تجاهلها — حيث تعتقد الشركات بشكل عام أن العديد من المهام يمكن أن تُنجز بواسطة الذكاء الاصطناعي. في ظل تسريع تقدم تقنية الذكاء الاصطناعي، تتراجع جاذبية الوظائف التقليدية.

إغلاق أبواب الاحتياطي الفيدرالي: أمل خفض الفائدة يتلاشى مجددًا

بعد إصدار بيانات التوظيف الجديدة، أظهر أداة مراقبة أسعار الفائدة في سوق شيكاغو أن احتمالية خفض الفائدة مرة أخرى في يناير لا تزال عند 24%، وهو نفس المستوى قبل يومين. هذا يعني أن توقعات السوق لمزيد من خفض سعر الفيدرالي لا تزال متراجعة.

ومع ذلك، شهد عائد سندات الخزانة الأمريكية لمدة عامين و10 سنوات اتجاهات مثيرة للاهتمام — حيث انخفضت لمدة عامين ثم عادت للارتفاع، بينما ارتفعت لعشرة أعوام ثم تراجعت إلى حوالي 4.14%. والأهم من ذلك، أن السوق الآن في “مأزق ثلاثي”: حيث ينخفض عائد سندات العشر سنوات، وأسعار النفط، ومؤشر الدولار الأمريكي في آن واحد، وهو مزيج نادر يعكس تزايد مخاوف السوق من ركود الاقتصاد الأمريكي.

تباين سوق الأسهم: تكنولوجيا تتفرد، وتيسلا تظهر كمفاجأة

في 16 ديسمبر، كانت مؤشرات الأسهم الأمريكية الثلاثة تتفاوت في الأداء. انخفض مؤشر داو جونز الصناعي بنسبة 0.62%، وتراجع مؤشر ناسداك المركب بنسبة 0.24%، وهو ما يعكس ضغط البيع على أسهم التكنولوجيا، حيث سجلت تراجعًا لثلاثة أيام متتالية. أما مؤشر ناسداك 100 فارتفع بشكل طفيف بنسبة 0.23%، مما يدل على أن بعض الشركات الرائدة في التكنولوجيا لا تزال تظهر مرونة. وانخفض مؤشر الصين للقيادة بنسبة 0.34%.

تراجعت أسواق الأسهم الأوروبية بشكل كامل، حيث انخفض مؤشر داكس الألماني بنسبة 0.63%، ومؤشر كاك 40 الفرنسي بنسبة 0.23%، ومؤشر فايننشال تايمز 100 البريطاني بنسبة 0.68%، مما يعكس ضغوطًا على آفاق النمو الاقتصادي في أوروبا.

أما على صعيد الأسهم الرائجة، فظهر تباين واضح: ارتفعت تيسلا بأكثر من 3% مسجلة أعلى إغلاق لها، وارتفعت قيمتها السوقية لتحتل المركز السابع بين الشركات المدرجة في الولايات المتحدة، مما يجعلها أكبر رابح في السوق اليوم. ويعكس ذلك التفاؤل بشأن تجاريتها لسيارات الأجرة ذاتية القيادة. ارتفعت نيفيديا بنسبة 0.81%، وأبل بنسبة 0.18%، ومايكروسوفت بنسبة 0.33%. بينما انخفضت جوجل بنسبة 0.54%، وأمازون تقريبًا استقرت مع زيادة طفيفة بنسبة 0.01%، وفيسبوك (ميتا) ارتفعت بنسبة 1.49%.

السلع والعملات: انهيار النفط وضعف الدولار

تقلبات سوق السلع تزداد حدة. انخفض الذهب بنسبة 0.06% ليصل إلى 4302 دولار للأونصة، مع تراجع محدود. أما النفط الخام WTI فشهد أداءً ضعيفًا، حيث انخفض بنسبة 2.66% ليصل إلى 55.17 دولار للبرميل، وهو ما يعكس مخاوف السوق المباشرة من تباطؤ النمو الاقتصادي العالمي — حيث أدى تراجع توقعات الطلب إلى ضغط على أسعار النفط.

انخفض مؤشر الدولار بنسبة 0.04% ليصل إلى 98.21، وتراجع الدولار مقابل الين بنسبة 0.31%، واستقر اليورو مقابل الدولار، مع ميل عام للضعف في الدولار، متماشيًا مع تراجع عائدات السندات.

الأصول المشفرة: بيتكوين مقاومة للهبوط، وإيثيريوم تتعرض لضغوط طفيفة

سوق العملات المشفرة تظهر استقرارًا نسبيًا. ارتفع البيتكوين خلال 24 ساعة بنسبة 1.42%، وسعره الحالي 87653 دولار، مما يعكس مقاومة نسبية للهبوط. أما إيثيريوم فهبط خلال 24 ساعة بنسبة 0.4%، وسعره الحالي 2950.8 دولار، مع تباين معتدل في الأداء.

بالتحويل إلى اليوان الصيني، فإن سعر البيتكوين الحالي يقارب 57 ألف يوان، وإيثيريوم يقارب 19 ألف يوان، ويعد أداء عملة باي (巴币) مقابل اليوان مرجعًا مهمًا للمستثمرين في توزيع الأصول الرقمية.

أما سوق الأسهم في هونغ كونغ، فاختتم مؤشر هانغ سنغ العقود الآجلة الليلية عند 25219 نقطة، منخفضًا 32 نقطة، مقارنة بإغلاق اليوم السابق عند 25235 نقطة، مع حجم تداول بلغ 12877 عقدًا. وارتفع مؤشر الشركات المملوكة للدولة ليلاً إلى 8764 نقطة، بزيادة 6 نقاط عن إغلاق اليوم السابق، مما يشير إلى ضعف عام في سوق هونغ كونغ.

التركيزات الاقتصادية: خطاب ترامب، مرشح الاحتياطي الفيدرالي، تصاعد التوترات التجارية

سيخطب ترامب في توقيت الذروة مساء الأربعاء بالتوقيت الشرقي (الخميس صباحًا بتوقيت تايوان الساعة 10:00) أمام الجمهور. ويأتي هذا الحدث في وقت يقترب فيه من نهاية عامه الأول بعد عودته إلى البيت الأبيض، حيث يواجه تراجعًا في الدعم الشعبي، وتواجه الاقتصاد تحديات. وأفادت مصادر من البيت الأبيض أن ترامب سيؤكد خلال خطابه على إنجازاته التاريخية، ويتطلع إلى المستقبل، وربما يعلن عن أولويات سياساته للعام الجديد. الحزب الجمهوري يستعد للانتخابات النصفية في نوفمبر العام القادم، والتي غالبًا ما تؤدي إلى تقليل مقاعد الحزب الحاكم في الكونغرس، لذا فإن خطاب ترامب يحمل أهمية استراتيجية.

وفيما يخص مرشح رئاسة الاحتياطي الفيدرالي، قال وزير الخزانة الأمريكي سكوت بيسنت( إن هناك جلسة مقابلات واحدة أو اثنتان مع المرشحين المحتملين هذا الأسبوع، ومن المتوقع أن يعلن ترامب عن اختياره في أوائل يناير. وأشاد بيسنت بشكل كبير بمرشحيْن — رئيس مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض هاسيت، وعضو مجلس الاحتياطي الفيدرالي السابق ووش، واصفًا إياهما بـ"المؤهلين جدًا، جدًا". ووفقًا لصحيفة وول ستريت جورنال، فإن هذين الشخصين هما بالفعل الخياران المفضلان لدى ترامب.

وتتصاعد التوترات التجارية. هددت الحكومة الأمريكية باتخاذ إجراءات انتقامية ضد الاتحاد الأوروبي ردًا على سياساته الضريبية ضد شركات التكنولوجيا الأمريكية، مع ذكر شركات مثل إكسنشر، وسيمانتك، وسبوتيفاي. وقال مكتب الممثل التجاري الأمريكي إنه إذا استمرت أوروبا في استخدام إجراءات تمييزية لتقويض قدرة مقدمي الخدمات الأمريكيين على المنافسة، فستضطر الولايات المتحدة إلى استخدام جميع الأدوات المتاحة للرد. وتتركز الخلافات حول تنظيم وفرض الضرائب على شركات التكنولوجيا الكبرى مثل جوجل، وفيسبوك، وأمازون، حيث تتهم الولايات المتحدة الاتحاد الأوروبي بانتهاك اتفاقيات التجارة. وكان ترامب قد انتقد سابقًا هذه الإجراءات مرارًا، وهدد بفرض رسوم جمركية فعلية على الدول التي تنفذها. ومع ذلك، لا تزال أوروبا تواصل تنفيذ قوانينها الرقمية، حيث فرضت مؤخرًا غرامات بمئات الملايين من الدولارات على أبل، وفيسبوك، ومنصة X.

وفي الشأن الجيوسياسي، قال نائب وزير الخارجية الروسي ريابكوف إن موسكو مستعدة لإبرام اتفاق دبلوماسي مع أوكرانيا، لكن هناك خلافات خطيرة بين كييف وموسكو بشأن الأراضي، والأمن، ونشر القوات الغربية. وأكد أن روسيا لن تتنازل عن قضايا دونباس، وكرميا، ولوهانسك، وزابوروجيا، وخيرسون، وأن هذه القضايا ليست ضمن نطاق النقاش. وشدد على أن روسيا لن توافق أبدًا على نشر قوات غربية في أوكرانيا بأي شكل من الأشكال.

التطورات الشركاتية: توسع عالمي لـ OpenAI، وتوقعات إيجابية لأسطول تيسلا Robotaxi

عينت OpenAI وزير المالية البريطاني السابق جورج أوسبورن لقيادة مشروع Stargate) على مستوى العالم. وسيشغل أوسبورن منصب رئيس OpenAI للدول، وهو نسخة من خطة Stargate التي تبلغ قيمتها 5000 مليار دولار، والتي تهدف إلى بناء مراكز بيانات في الولايات المتحدة. يأتي هذا بعد خطوة من شركة Anthropic، التي عينت رئيس الوزراء البريطاني السابق سوناك كمستشار في أكتوبر. أطلقت OpenAI في أبريل من هذا العام توسعات خارج الولايات المتحدة، ووقعت حتى الآن اتفاقيات مع بريطانيا والإمارات، وتفاوض مع حوالي 50 دولة للمساعدة في تطوير ذكاء اصطناعي سيادي.

تتوقع Morgan Stanley أن يتوسع أسطول تيسلا Robotaxi بشكل كبير. وأشارت إلى أن اختبار القيادة بدون مراقب في أوستن هو التحقق الرئيسي من استراتيجية تيسلا، وهو أحد أهم المحفزات الأخيرة. وتتوقع أن يتضاعف حجم أسطول تيسلا Robotaxi من عدد السيارات الحالي إلى حوالي 1000 سيارة بحلول أبريل 2026، مدعومًا بتحسن مستمر في مؤشرات السلامة، وإنتاج Cybercab في أبريل 2026.

التوقعات الاقتصادية: استثمار مستمر في الذكاء الاصطناعي، وتباطؤ النمو العالمي

قال الأمين العام لمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية( OECD) ماثياس كورمان إن الزيادة الكبيرة في استثمار الذكاء الاصطناعي تدفع النمو الاقتصادي العالمي، ومن المتوقع أن يستمر استثمار الذكاء الاصطناعي في الارتفاع ويحقق فوائد طويلة الأمد. رفعت OECD توقعاتها لنمو الاقتصادات الرئيسية، بما في ذلك الولايات المتحدة، هذا الشهر، معتبرة أن الإنفاق على التكنولوجيا يوفر دعمًا في ظل عدم اليقين التجاري. ويتوقع كورمان أن يستمر الاستثمار المرتبط بالذكاء الاصطناعي في الارتفاع خلال الفترة القادمة، وأن يؤدي تسريع انتشار التقنية واعتمادها على نطاق واسع إلى زيادة الإنتاجية وتحقيق فوائد كبيرة على المدى المتوسط والطويل.

لكن، حذر كورمان من مخاطر الهبوط، حيث تتوقع OECD أن يتباطأ النمو الاقتصادي العالمي إلى 2.9% في العام القادم، مقابل 3.5% هذا العام. قد تتفاقم الرياح المعاكسة التجارية، ولم تظهر بعد آثار الرسوم الجمركية بشكل كامل، بالإضافة إلى وجود ضغوط هيكلية أخرى على الاقتصاد، مما يضع آفاق النمو العالمي تحت ضغط.

BTC0.87%
ETH0.56%
شاهد النسخة الأصلية
قد تحتوي هذه الصفحة على محتوى من جهات خارجية، يتم تقديمه لأغراض إعلامية فقط (وليس كإقرارات/ضمانات)، ولا ينبغي اعتباره موافقة على آرائه من قبل Gate، ولا بمثابة نصيحة مالية أو مهنية. انظر إلى إخلاء المسؤولية للحصول على التفاصيل.
  • أعجبني
  • تعليق
  • إعادة النشر
  • مشاركة
تعليق
0/400
لا توجد تعليقات
  • Gate Fun الساخن

    عرض المزيد
  • القيمة السوقية:$3.56Kعدد الحائزين:2
    0.00%
  • القيمة السوقية:$3.53Kعدد الحائزين:2
    0.04%
  • القيمة السوقية:$3.5Kعدد الحائزين:1
    0.00%
  • القيمة السوقية:$3.5Kعدد الحائزين:1
    0.00%
  • القيمة السوقية:$3.49Kعدد الحائزين:1
    0.00%
  • تثبيت