هل يستعد الدولار الأسترالي للانتعاش؟ التيسير النقدي من قبل الاحتياطي الفيدرالي وارتفاع التضخم يخلقان فرصًا جديدة

السر الحقيقي بعد خفض الاحتياطي الفيدرالي للفائدة: ضخ السيولة يتجاوز السطح

خفض الاحتياطي الفيدرالي في ديسمبر بمقدار 25 نقطة أساس، ليصل معدل الفائدة على الأموال الفيدرالية إلى نطاق 3.50%-3.75%، مع انخفاض إجمالي خلال العام بمقدار 75 نقطة أساس. لكن ما يحتاج السوق فعلاً إلى التركيز عليه، ليس خفض الفائدة نفسه — الذي تم استيعابه مسبقاً — بل خطة إدارة الاحتياطيات (RMP) التي أطلقها الاحتياطي الفيدرالي.

هذه الخطة تعني أن خلال الثلاثين يوماً القادمة، سيقوم الاحتياطي الفيدرالي بشراء 400 مليار دولار من السندات الحكومية قصيرة الأجل. قد يبدو الأمر مماثلاً للتخفيف الكمي (QE)، لكنه في الواقع يرسل إشارة أعمق: النظام المصرفي الأمريكي يظهر علامات على الضعف. صرح شخصية فيلم “الوجه الكبير” مايكل بيري بصراحة، أن عمليات الاحتياطي الفيدرالي ووزارة الخزانة الأمريكية تتوافق بشكل كبير — وزارة الخزانة تصدر سندات قصيرة الأجل، والبنك المركزي يشتريها على الفور — هذا التنسيق يبدو “محض صدفة”، لكنه في الحقيقة يشير إلى أن النظام المالي يحذر من مخاطر محتملة.

أما مخطط النقاط فيرسل إشارة أخرى: أن صانعي القرار يتوقعون خفض الفائدة مرة واحدة فقط في عام 2026، وهو أقل بكثير من توقعات السوق سابقاً بمرتين. هذا يعني أن دورة خفض الفائدة الوقائية التي بدأها الاحتياطي الفيدرالي قد تكون انتهت، وأن التركيز القادم سيكون على مراقبة اتجاه التضخم.

مخاطر ارتفاع التضخم تظهر، والسلع الأساسية والمعادن الثمينة تتراقص

حركة ضخ السيولة من قبل الاحتياطي الفيدرالي بدأت تؤثر على السوق. الدولار يضعف، وأسعار المعادن الثمينة والسلع الأساسية ترتفع بشكل متسارع، خاصة الفضة — التي قفزت إلى 64.3 دولار، بزيادة أكثر من 120% خلال العام. هذا ليس ظاهرة معزولة، بل هو إشارة إلى إعادة تقييم توقعات التضخم.

وبصفتها أكبر منتج ومصدر للحديد الخام في العالم، وأحد مصدري الذهب، فإن أستراليا، التي يمثل التعدين أكثر من 8% من ناتجها المحلي الإجمالي، تستفيد مباشرة من ارتفاع أسعار التصدير وتجاوزها لتكاليف الاستيراد. هذه هي المنطق الأساسي وراء عملة الدولار الأسترالي كعملة سلعية — فهي لا تتأثر فقط بعوامل سعر الصرف، بل تتزامن بشكل كبير مع دورة السلع الأساسية.

تباين السياسات بين بنك أستراليا الاحتياطي والاحتياطي الفيدرالي: قوة دفع ارتفاع الدولار الأسترالي

تشير أحدث بيانات سوق العمل في أستراليا إلى انخفاض في عدد الوظائف بمقدار 21300 وظيفة، مع بقاء معدل البطالة عند 4.3%. قد يبدو الأمر ضعيفاً، لكن تصريحات رئيس بنك أستراليا الاحتياطي، ميشيل بلك، مؤخراً، تستحق الانتباه — حيث أكد أن دورة خفض الفائدة قد انتهت، وأن البنك يقيّم ما إذا كان ارتفاع التضخم يتطلب تمديد فترة التوقف، أو التفكير في رفع الفائدة مجدداً.

صدر بيانات مؤشر أسعار المستهلك (CPI) لشهر نوفمبر، حيث بلغ معدل التضخم 3.8%، ويتوقع البنك أن يعود التضخم إلى نطاق 2-3% المستهدف بحلول منتصف عام 2027. هذا يعني أن أولوية بنك أستراليا ليست التوظيف، بل السيطرة على التضخم. السوق يتوقع حالياً أن يرفع البنك الفائدة في اجتماع فبراير القادم، مع معدل أساسي حالياً عند 3.6%.

مقابل التوجهات التيسيرية المحتملة من قبل الاحتياطي الفيدرالي، تتسم مواقف بنك أستراليا بالتصعيد، حيث يتوسع فارق الفائدة، مما يعزز جاذبية العملات ذات العوائد المرتفعة. الفائدة على الدولار الأسترالي مقابل الدولار الأمريكي بدأت تتضح مجدداً، مما يمنح الدولار الأسترالي/الدولار الأمريكي دفعة إضافية للصعود.

تحسن البيئة الكلية العالمية، ورفع حدة التوتر التجاري يعززان الأصول ذات المخاطر

رفع الاحتياطي الفيدرالي توقعاته لنمو الناتج المحلي الإجمالي لعام 2026 بمقدار 0.5 نقطة مئوية ليصل إلى 2.3%، مع انخفاض واضح في مخاطر الركود التضخمي. لكن من المهم أن نلاحظ أن الحالة المالية الأمريكية تتدهور — حيث تخطت ديون البلاد غير المسددة لأول مرة 30 تريليون دولار، خلال سبع سنوات فقط تضاعف الرقم.

هناك علاقة اقتصادية ثلاثية رئيسية تتعلق بهذا: الرسوم الجمركية، العجز المالي، والتضخم، التي لا يمكن السيطرة عليها جميعاً في آن واحد. التضخم بطبيعته يقلل من قيمة الديون، لكنه في الوقت ذاته يضعف الثقة بالدولار. مع ارتفاع توقعات التضخم، وصعوبة حل العجز المالي بشكل جذري، من المتوقع أن تتقدم المفاوضات التجارية بين الصين والولايات المتحدة بشكل ملموس. تهدئة الحرب التجارية ستفتح المجال لارتفاع الأصول ذات المخاطر على مستوى العالم، وأستراليا، التي تعتمد بشكل كبير على التجارة مع الصين، ستستفيد من ذلك.

التحليل الفني: الدولار الأسترالي/الدولار الأمريكي على أعتاب الانطلاق

يظهر على الرسم الأسبوعي أن الدولار الأسترالي/الدولار الأمريكي كان يتداول حول 0.6500، والآن اخترق مستوى 0.6600، مظهراً نمط دعم قوي. إذا استمر في الاستقرار فوق مستوى 0.6600، فمن المتوقع أن يواصل الارتفاع ليختبر هدف 0.6900. يمكن تحديد خط الفصل بين الاتجاهين عند 0.6550.

من الناحية الأساسية والفنية، يمر الدولار الأسترالي الآن بفترة دعم متعددة العوامل: سوق السلع في وضع سوق الثور، وتوسع فارق السياسات بين البنوك المركزية، وتحسن البيئة الكلية العالمية، كل هذه العوامل تدفع بشكل جماعي لبدء دورة ارتفاع الدولار الأسترالي.

شاهد النسخة الأصلية
قد تحتوي هذه الصفحة على محتوى من جهات خارجية، يتم تقديمه لأغراض إعلامية فقط (وليس كإقرارات/ضمانات)، ولا ينبغي اعتباره موافقة على آرائه من قبل Gate، ولا بمثابة نصيحة مالية أو مهنية. انظر إلى إخلاء المسؤولية للحصول على التفاصيل.
  • أعجبني
  • تعليق
  • إعادة النشر
  • مشاركة
تعليق
0/400
لا توجد تعليقات
  • Gate Fun الساخن

    عرض المزيد
  • القيمة السوقية:$3.54Kعدد الحائزين:1
    0.00%
  • القيمة السوقية:$3.6Kعدد الحائزين:2
    0.15%
  • القيمة السوقية:$3.59Kعدد الحائزين:2
    0.00%
  • القيمة السوقية:$3.59Kعدد الحائزين:2
    0.00%
  • القيمة السوقية:$3.59Kعدد الحائزين:2
    0.00%
  • تثبيت