تحليل سعر الذهب اليوم 17 نوفمبر: الاتجاه والمحددات الرئيسية

وضع الذهب الحالي: تردد بين قوتين

يواجه الذهب حاليًا معركة فنية حقيقية بعد موجة بيع قوية يوم الجمعة، حيث يحاول المعدن النفيس استعادة موضع القدم بالقرب من نطاق 4,060-4,080 دولار للأونصة. على الرغم من محاولة تعافٍ بسيطة في بداية جلسة الاثنين، إلا أن السعر واجه ضغوطًا باستمرار أعادته للتراجع. هذا النمط يعكس حالة من عدم التوازن في السوق بين عاملين متعارضين تمامًا: الأول يدعم الذهب كملاذ آمن، والثاني يضغط عليه بقوة الدولار المرتفع وتراجع احتمالات التيسير النقدي.

العوامل الضاغطة على الذهب: تشدد الفيدرالي وقوة الدولار

خفّض المتعاملون توقعاتهم بشأن احتمالية خفض سعر الفائدة في ديسمبر بشكل ملموس. انخفضت احتمالات تخفيض بـ 25 نقطة أساس من 50% إلى 46% خلال الأسبوع الأخير، وهو مؤشر واضح على تحول تدريجي في توقعات السوق. جاء هذا التحول عقب تصريحات متشددة من عدة أعضاء في مجلس الفيدرالي، الذين شددوا على أهمية التعامل الحازم مع التضخم دون الاستعجال في خطوات التيسير.

هذا الموقف يقلل من جاذبية الذهب الذي لا يدر عائدًا فائديًا، خاصة عندما ترتفع العوائد الحقيقية. بالتوازي معه، احتفظ مؤشر الدولار بقوته مقابل سلة العملات الرئيسية، مما جعل الذهب أقل جاذبية للمشترين خارج منطقة الدولار الأمريكي.

العوامل الداعمة للذهب: ضعف الاقتصاد وحالة الغموض

مقابل هذه الضغوط، يحتفظ الذهب بدعم قوي من عاملين. الأول يتمثل في المخاوف المتزايدة من تباطؤ الزخم الاقتصادي الأمريكي، خاصة في ظل تداعيات الإغلاق الحكومي الطويل. الثاني هو الغموض المحيط بمسار السياسة النقدية في الأسابيع المقبلة. يرى بعض المحللين أن الضغوط على الفيدرالي قد تتصاعد إذا كشفت البيانات الاقتصادية عن ضعف حقيقي، مما قد يعيد سيناريو التيسير النقدي للواجهة.

البيانات الاقتصادية الحاسمة هذا الأسبوع

ستلعب السلسلة المتوقعة من البيانات الاقتصادية دورًا حاسمًا في توجيه اتجاه الذهب والسوق بشكل عام. يعتمد المتعاملون على هذه الأرقام كمؤشرات أساسية لقياس نقاط الاختناق في الاقتصاد.

تقرير الوظائف غير الزراعية (الخميس): يُعتبر هذا التقرير الحدث الاقتصادي الأهم للأسبوع، خاصة أنه يأتي بعد انقطاع أسبوعين عن البيانات الرسمية. يتوقع المستثمرون رؤية تباطؤًا واضحًا في وتيرة التوظيف. أي ضعف ملحوظ في الأرقام سيعيد فرضية خفض الفائدة بقوة على الطاولة.

بيانات الدخل والإنفاق الشخصي: تُعطي هذه الأرقام صورة عن صحة المستهلك الأمريكي، المحرك الرئيسي للنشاط الاقتصادي. ضعف الدخول أو انخفاض الإنفاق سيُترجم كإشارات واضحة على تباطؤ اقتصادي أعمق.

محضر اجتماع الفيدرالي (الأربعاء): ستكون هذه الوثيقة مفتاحًا لفهم النقاشات الداخلية والتوجهات الحقيقية لأعضاء اللجنة بشأن مسار الفائدة.

تحليل الأداء السعري والمستويات الفنية

ينخفض الذهب حاليًا عبر موجة تصحيحية واضحة بعد فشله في الحفاظ على المستويات العليا. تراجع السعر من منطقة المقاومة عند 4,245 دولار، والتي أثبتت قوتها كحاجز، ليعود للتداول بالقرب من 4,054 دولار وسط ضغوط بيعية محكومة. هذا يأتي بعد تراجعه من القمة الأخيرة عند 4,381 دولار.

قراءة مؤشر القوة النسبية تكشف ضعفًا واضحًا في الزخم الشرائي، حيث انخفض المؤشر نحو 38، مما يشير إلى دخول السعر في مرحلة ضعف قد تستمر ما لم تظهر إشارات انعكاس قوية. ارتفاع أحجام التداول خلال الهبوط يؤكد سيطرة البائعين على الصورة الفنية.

المستويات الفنية الرئيسية:

مناطق الدعم:

  • 4,054 دولار: الحاجز الأول والأقرب للسعر الحالي
  • 4,000 دولار: مستوى نفسي حيوي غالبًا ما يشهد تفاعلات قوية
  • 3,928 دولار: أقوى نقاط الدعم والمنطقة التاريخية المحتملة للارتداد

مناطق المقاومة:

  • 4,245 دولار: الحاجز الرئيسي الذي أوقف الصعود
  • 4,320 دولار: مستوى ثانوي لكنه مؤثر
  • 4,381 دولار: أعلى القمم الأخيرة، واختراقها يؤكد عودة الاتجاه الصاعد

سلوك المستثمرين ومؤشرات السيولة

انخفضت حيازات صندوق SPDR Gold Trust بنسبة 0.47% لتصل إلى 1,044 طنًا. يشير هذا التراجع إلى خروج سيولة من السوق وتراجع معنويات بعض المستثمرين على المدى القريب. غير أنه من المهم ملاحظة أن انخفاض الحيازات وحده لا يحدد الاتجاه العام، خاصة في فترات الغموض السياسي النقدي.

على الصعيد الفعلي، شهد الطلب في الأسواق الآسيوية، وخاصة الهند، ضعفًا ملحوظًا. سجلت الهند أكبر تراجع في الطلب منذ خمسة أشهر، مما يعكس أن المستهلكين يعتبرون الأسعار الحالية مرتفعة نسبيًا.

أداء المعادن النفيسة الأخرى

شهدت سوق المعادن النفيسة تباينًا واضحًا في الأداء. ارتفعت الفضة بنحو 0.8% لتتداول قرب 50.94 دولار للأونصة، مستفيدة من الطلب الصناعي المتزايد، خاصة من قطاع الطاقة الشمسية والتكنولوجيا. تحرك البلاتين بخطى أبطأ برفع طفيف بـ 0.1% إلى 1,542.37 دولار، عاكسًا حالة توازن بين الطلب الصناعي والضغوط الاقتصادية. أما البلاديوم فأظهر أداءً أقوى برفع 1.2% إلى 1,401.50 دولار، مستفيدًا من شراء انتقائي ومؤشرات تحسن طفيف في النشاط الصناعي.

الخلاصة والتوقعات

يتحرك الذهب حاليًا على حافة التوازن بين قوتين متضادتين: تشدد الفيدرالي وقوة الدولار من جهة، ضد الضعف الاقتصادي والغموض السياسي من جهة أخرى. سيحدد تدفق البيانات الاقتصادية هذا الأسبوع اتجاه المعدن النفيس. أي بيانات ضعيفة قد تعطي الذهب دفعة قوية نحو الأعلى، بينما البيانات القوية خاصة في سوق العمل قد تجبره على تصحيح أعمق على المدى القصير. ستكون النظرة الفنية قصيرة الأجل هابطة طالما بقي السعر تحت 4,245 دولار.

قد تحتوي هذه الصفحة على محتوى من جهات خارجية، يتم تقديمه لأغراض إعلامية فقط (وليس كإقرارات/ضمانات)، ولا ينبغي اعتباره موافقة على آرائه من قبل Gate، ولا بمثابة نصيحة مالية أو مهنية. انظر إلى إخلاء المسؤولية للحصول على التفاصيل.
  • أعجبني
  • تعليق
  • إعادة النشر
  • مشاركة
تعليق
0/400
لا توجد تعليقات
  • Gate Fun الساخن

    عرض المزيد
  • القيمة السوقية:$3.5Kعدد الحائزين:1
    0.00%
  • القيمة السوقية:$3.5Kعدد الحائزين:1
    0.00%
  • القيمة السوقية:$3.49Kعدد الحائزين:1
    0.00%
  • القيمة السوقية:$3.96Kعدد الحائزين:3
    2.32%
  • القيمة السوقية:$3.49Kعدد الحائزين:1
    0.00%
  • تثبيت