عند الاستثمار في الأسهم، الكثير من الناس سمعوا عن مصطلح “نسبة السعر إلى الأرباح” الذي يذكره المستشارون الماليون، لكن القليل منهم يفهمه حقًا. فما فائدة نسبة السعر إلى الأرباح؟ هل يمكن حقًا أن تحدد ما إذا كانت الأسهم جيدة أم لا بناءً على ارتفاعها أو انخفاضها؟ سنبدأ من المفهوم الأساسي خطوة بخطوة لنوضح لك هذا المؤشر الضروري للاستثمار.
رمز تقييم الأسهم: ما هي نسبة السعر إلى الأرباح في الواقع
نسبة السعر إلى الأرباح تُعرف أيضًا بنسبة السعر إلى الأرباح السوقية، والاختصار الإنجليزي لها هو PE أو PER(Price-to-Earning Ratio). إذا فسرناها بطريقة مباشرة، فهي تجيب على سؤال مركزي: كم سنة من الأرباح الحالية يحتاجها المستثمر ليعيد استثمارها ويسترد رأس ماله؟
كمثال عملي، إذا كانت نسبة السعر إلى الأرباح لشركة معينة تساوي 15، فهذا يعني أن الشركة تحتاج إلى 15 سنة من الأرباح لتصل إلى قيمتها السوقية الحالية، وبعبارة أخرى، أن سعر السهم الحالي يعكس أرباح الشركة خلال 15 سنة. كلما كانت النسبة أقل، فهذا يعني أنك اشتريت أرباح الشركة بسعر أرخص؛ وإذا كانت النسبة أعلى، فهذا يدل على أنك دفعت علاوة على توقعات النمو المستقبلي.
ثلاثة أنواع من نسب السعر إلى الأرباح يجب أن تميز بينها
في الواقع العملي، بناءً على البيانات الربحية المستخدمة، يمكن تصنيف نسبة السعر إلى الأرباح إلى ثلاثة أنواع، وكل نوع له استخداماته وقيوده.
نسبة السعر إلى الأرباح الثابتة: تعتمد على أرقام البيانات المالية التاريخية
نسبة السعر إلى الأرباح الثابتة = سعر السهم ÷ الأرباح لكل سهم للسنة(EPS)
هذه أبسط طريقة حساب، وتستخدم البيانات المالية المعلنة للسنة الماضية. بما أن EPS للسنة الماضية ثابت قبل إصدار تقارير مالية جديدة، فإن التغير في النسبة يكون غالبًا بسبب تغير سعر السهم، ولهذا سُميت “ثابتة”.
مثلاً، إذا كانت شركة TSMC تحقق أرباحًا للسنة الماضية بقيمة 39.2 يوان، وسعر السهم الحالي هو 520 يوان، فإن نسبة PE الثابتة = 520 ÷ 39.2 ≈ 13.3. هذا الرقم يخبرك، استنادًا إلى أرباح السنة الماضية، عن مستوى سعر السهم الحالي.
الميزة أن البيانات حقيقية ومستقرة، لكن العيب هو أنها تتأخر غالبًا عن التغيرات الحديثة، ولا تعكس بشكل فوري الأداء المالي الأحدث للشركة.
نسبة السعر إلى الأرباح المتحركة: تعتمد على بيانات الأرباح لآخر أربعة فصول
نسبة السعر إلى الأرباح المتحركة(TTM) = سعر السهم ÷ مجموع أرباح الأرباع الأربعة الأخيرة
TTM تعني “Trailing Twelve Months”، أي آخر 12 شهرًا. مع إصدار الشركات لبيانات ربع سنوية، يمكن لهذا المؤشر أن يعكس الأداء المالي الأحدث بشكل أكثر دقة.
مثلاً، إذا أعلنت TSMC عن أرباح ربع السنة الحالي بقيمة 5 يوان، والأرباع الثلاثة السابقة كانت 9.14، 10.83، و11.41، فإن مجموع الأرباح لآخر 4 فصول هو 36.38 يوان. إذن، نسبة PE المتحركة = 520 ÷ 36.38 ≈ 14.3.
مقارنةً بنسبة PE الثابتة 13.3، فإن نسبة PE المتحركة تعكس الأداء المالي الحالي بشكل أدق. إذا كانت النسبة تتصاعد، فهذا يدل على تراجع الأرباح؛ وإذا كانت تنخفض، فربما يكون الأداء المالي يتحسن.
نسبة السعر إلى الأرباح الديناميكية: تتوقع المستقبل
نسبة السعر إلى الأرباح الديناميكية = سعر السهم ÷ الأرباح المتوقعة للسنة القادمة
هذه الطريقة تعتمد على توقعات المحللين أو المؤسسات المالية للأرباح المستقبلية. مثلاً، إذا كانت التوقعات أن أرباح TSMC لعام 2024 ستكون 35 يوان، فإن نسبة PE الديناميكية = 520 ÷ 35 ≈ 14.9.
الميزة أن هذا المؤشر يعكس التوقعات المستقبلية، لكنه يعاني من تفاوت كبير بين التوقعات، فبعض المؤسسات قد تتوقع أرباحًا مبالغ فيها، وأخرى تكون أكثر تحفظًا، لذلك يجب الحذر عند استخدامه.
هل من الأفضل أن تكون نسبة السعر إلى الأرباح عالية أم منخفضة؟ المفتاح هو المقارنة
فقط النظر إلى الرقم المطلق لنسبة السعر إلى الأرباح لا يعطي الصورة كاملة، بل يجب وضعه في إطار المقارنة الصحيح.
المقارنة بين الشركات في نفس القطاع: تحديد ما إذا كانت مرتفعة أو منخفضة
نسب السعر إلى الأرباح تختلف بشكل كبير بين القطاعات. فالتكنولوجيا والأدوية ذات النمو العالي غالبًا ما تكون نسبها مرتفعة، لأنها تتوقع نموًا مستقبليًا كبيرًا، بينما القطاعات التقليدية مثل التصنيع والمالية تكون نسبها أقل.
مثلاً، في صناعة أشباه الموصلات، شركات مثل TSMC، UMC، وPowerchip لها نسب PE تساوي 13، 8، و47 على التوالي. عند المقارنة، يجب أن تكون داخل نفس القطاع، حتى تعرف أي شركة تعتبر أرخص أو أغلى. ارتفاع نسبة PE لا يعني بالضرورة أنها سيئة، فقد يعكس ثقة السوق في قدراتها ونموها المستقبلي؛ وانخفاضها لا يعني بالضرورة فرصة استثمارية، فقد يكون هناك مشاكل خلف الكواليس.
المقارنة الزمنية: فهم مستويات التقييم العالية والمنخفضة
بمقارنة نسبة PE الحالية مع تاريخ الشركة، يمكن أن تساعدك على تحديد ما إذا كانت التقييمات مرتفعة أو منخفضة الآن.
مثلاً، إذا كانت نسبة PE الحالية لشركة TSMC تساوي 13، وخلال السنوات الخمس الماضية كانت 90% من الوقت أعلى من 15، فهذا يعني أن التقييم الحالي أقل من المتوسط، وربما يكون فرصة للشراء. وإذا كانت النسبة غالبًا أقل من 12، والآن وصلت إلى 15، فهذا يشير إلى أن السعر قد ارتفع.
هذه المقارنة تعتمد على البيانات، وتوفر رؤية موضوعية، لكن لا يمكنها التنبؤ بالمستقبل، وقد تؤدي إلى شراء الأسهم عند ارتفاعها، خاصة إذا كانت التقييمات مرتفعة وتقترب من مستويات النمو.
رسم تدفق نسبة السعر إلى الأرباح: رؤية واضحة لقيمة السهم
إذا كانت نسبة PE رقمًا، فإن رسم تدفق نسبة السعر إلى الأرباح هو أداة بصرية لعرض هذا الرقم. من خلال دمج أعلى وأدنى نسب PE تاريخيًا، مع سعر EPS الحالي، يمكنك أن ترى بسرعة ما إذا كان السعر الحالي مرتفعًا أو منخفضًا مقارنةً بالتاريخ.
عادةً، يتكون الرسم من 5 إلى 6 خطوط، أعلىها يمثل أعلى نسبة PE تاريخية مقابل سعر السهم، وأسفلها يمثل أدنى نسبة PE مقابل سعر السهم، والوسط يمثل المناطق المتوسطة. عندما يكون سعر السهم في المنطقة السفلى، غالبًا ما يشير إلى فرصة منخفضة السعر؛ وعندما يكون في المنطقة العليا، قد يدل على مخاطر.
لكن، يجب أن تذكر أن رسم التدفق هو أداة مرجعية فقط، ولا ينبغي الاعتماد عليه وحده لاتخاذ قرارات البيع والشراء. فالتقييم المنخفض لا يضمن ارتفاع السعر، والتقييم المرتفع لا يعني بالضرورة أن السعر سينخفض قريبًا، ويجب دائمًا مراعاة أساسيات الشركة، ودورة القطاع، وعوامل أخرى.
النقاط الثلاث التي تُعيق استخدام نسبة السعر إلى الأرباح ويجب أن تعرفها جيدًا
رغم أن نسبة السعر إلى الأرباح من الأدوات الشائعة لتقييم الأسهم، إلا أن لها قيود واضحة.
الأول، أنها تتجاهل عبء الديون على الشركة. شركتان قد تكونان بنفس نسبة PE، لكن إحداهما تمتلك أصولًا كافية، والأخرى مديونة بشكل كبير، خاصة في حالات الركود أو ارتفاع أسعار الفائدة، فإن المخاطر تختلف تمامًا. الشركات ذات الأصول الثابتة غالبًا ما يكون سعرها أعلى، وهذا لا يعني أنها أقل خطورة، بل العكس.
الثاني، صعوبة تحديد مستوى عادل لنسبة PE. فارتفاعها قد يكون مؤقتًا بسبب تراجع الأداء، أو توقعات السوق لنمو مستقبلي، أو حتى فقاعة. لا يوجد معيار مطلق، ويعتمد على الحالة الخاصة لكل شركة.
الثالث، أنها غير مناسبة للشركات غير المربحة. العديد من الشركات الناشئة وشركات التكنولوجيا الحيوية لا تحقق أرباحًا بعد، لذا فإن مؤشر PE غير صالح لها. في هذه الحالة، يمكن استخدام مؤشرات أخرى مثل نسبة القيمة الدفترية إلى السعر(PB) أو نسبة السعر إلى المبيعات(PS).
مؤشرات PE، PB، PS: كل واحد يؤدي دوره
كل نوع من الشركات يحتاج إلى مقياس تقييم مختلف. الشركات المربحة والناضجة تستخدم PE؛ الشركات ذات الدورة الاقتصادية القوية والتي قد تتكبد خسائر تستخدم PB لقياس قيمة الأصول؛ والشركات الناشئة ذات النمو تستخدم PS لقياس حجم الإيرادات. استخدام الثلاثة معًا يعطي تقييمًا أكثر شمولية لقيمة الشركة.
امتلاكك لنسبة PE هو بداية جيدة للاستثمار، لكن الأهم هو فهم ظروف استخدامها وقيودها، ثم التحقق منها باستمرار وتعديل معايير حكمك بناءً على التجربة.
شاهد النسخة الأصلية
قد تحتوي هذه الصفحة على محتوى من جهات خارجية، يتم تقديمه لأغراض إعلامية فقط (وليس كإقرارات/ضمانات)، ولا ينبغي اعتباره موافقة على آرائه من قبل Gate، ولا بمثابة نصيحة مالية أو مهنية. انظر إلى إخلاء المسؤولية للحصول على التفاصيل.
هل من الأفضل أن يكون نسبة السعر إلى الأرباح عالية أم منخفضة؟ فهم هذا المؤشر يمكن أن يساعدك في تحديد ما إذا كانت الأسهم رخيصة أم لا
عند الاستثمار في الأسهم، الكثير من الناس سمعوا عن مصطلح “نسبة السعر إلى الأرباح” الذي يذكره المستشارون الماليون، لكن القليل منهم يفهمه حقًا. فما فائدة نسبة السعر إلى الأرباح؟ هل يمكن حقًا أن تحدد ما إذا كانت الأسهم جيدة أم لا بناءً على ارتفاعها أو انخفاضها؟ سنبدأ من المفهوم الأساسي خطوة بخطوة لنوضح لك هذا المؤشر الضروري للاستثمار.
رمز تقييم الأسهم: ما هي نسبة السعر إلى الأرباح في الواقع
نسبة السعر إلى الأرباح تُعرف أيضًا بنسبة السعر إلى الأرباح السوقية، والاختصار الإنجليزي لها هو PE أو PER(Price-to-Earning Ratio). إذا فسرناها بطريقة مباشرة، فهي تجيب على سؤال مركزي: كم سنة من الأرباح الحالية يحتاجها المستثمر ليعيد استثمارها ويسترد رأس ماله؟
كمثال عملي، إذا كانت نسبة السعر إلى الأرباح لشركة معينة تساوي 15، فهذا يعني أن الشركة تحتاج إلى 15 سنة من الأرباح لتصل إلى قيمتها السوقية الحالية، وبعبارة أخرى، أن سعر السهم الحالي يعكس أرباح الشركة خلال 15 سنة. كلما كانت النسبة أقل، فهذا يعني أنك اشتريت أرباح الشركة بسعر أرخص؛ وإذا كانت النسبة أعلى، فهذا يدل على أنك دفعت علاوة على توقعات النمو المستقبلي.
ثلاثة أنواع من نسب السعر إلى الأرباح يجب أن تميز بينها
في الواقع العملي، بناءً على البيانات الربحية المستخدمة، يمكن تصنيف نسبة السعر إلى الأرباح إلى ثلاثة أنواع، وكل نوع له استخداماته وقيوده.
نسبة السعر إلى الأرباح الثابتة: تعتمد على أرقام البيانات المالية التاريخية
نسبة السعر إلى الأرباح الثابتة = سعر السهم ÷ الأرباح لكل سهم للسنة(EPS)
هذه أبسط طريقة حساب، وتستخدم البيانات المالية المعلنة للسنة الماضية. بما أن EPS للسنة الماضية ثابت قبل إصدار تقارير مالية جديدة، فإن التغير في النسبة يكون غالبًا بسبب تغير سعر السهم، ولهذا سُميت “ثابتة”.
مثلاً، إذا كانت شركة TSMC تحقق أرباحًا للسنة الماضية بقيمة 39.2 يوان، وسعر السهم الحالي هو 520 يوان، فإن نسبة PE الثابتة = 520 ÷ 39.2 ≈ 13.3. هذا الرقم يخبرك، استنادًا إلى أرباح السنة الماضية، عن مستوى سعر السهم الحالي.
الميزة أن البيانات حقيقية ومستقرة، لكن العيب هو أنها تتأخر غالبًا عن التغيرات الحديثة، ولا تعكس بشكل فوري الأداء المالي الأحدث للشركة.
نسبة السعر إلى الأرباح المتحركة: تعتمد على بيانات الأرباح لآخر أربعة فصول
نسبة السعر إلى الأرباح المتحركة(TTM) = سعر السهم ÷ مجموع أرباح الأرباع الأربعة الأخيرة
TTM تعني “Trailing Twelve Months”، أي آخر 12 شهرًا. مع إصدار الشركات لبيانات ربع سنوية، يمكن لهذا المؤشر أن يعكس الأداء المالي الأحدث بشكل أكثر دقة.
مثلاً، إذا أعلنت TSMC عن أرباح ربع السنة الحالي بقيمة 5 يوان، والأرباع الثلاثة السابقة كانت 9.14، 10.83، و11.41، فإن مجموع الأرباح لآخر 4 فصول هو 36.38 يوان. إذن، نسبة PE المتحركة = 520 ÷ 36.38 ≈ 14.3.
مقارنةً بنسبة PE الثابتة 13.3، فإن نسبة PE المتحركة تعكس الأداء المالي الحالي بشكل أدق. إذا كانت النسبة تتصاعد، فهذا يدل على تراجع الأرباح؛ وإذا كانت تنخفض، فربما يكون الأداء المالي يتحسن.
نسبة السعر إلى الأرباح الديناميكية: تتوقع المستقبل
نسبة السعر إلى الأرباح الديناميكية = سعر السهم ÷ الأرباح المتوقعة للسنة القادمة
هذه الطريقة تعتمد على توقعات المحللين أو المؤسسات المالية للأرباح المستقبلية. مثلاً، إذا كانت التوقعات أن أرباح TSMC لعام 2024 ستكون 35 يوان، فإن نسبة PE الديناميكية = 520 ÷ 35 ≈ 14.9.
الميزة أن هذا المؤشر يعكس التوقعات المستقبلية، لكنه يعاني من تفاوت كبير بين التوقعات، فبعض المؤسسات قد تتوقع أرباحًا مبالغ فيها، وأخرى تكون أكثر تحفظًا، لذلك يجب الحذر عند استخدامه.
هل من الأفضل أن تكون نسبة السعر إلى الأرباح عالية أم منخفضة؟ المفتاح هو المقارنة
فقط النظر إلى الرقم المطلق لنسبة السعر إلى الأرباح لا يعطي الصورة كاملة، بل يجب وضعه في إطار المقارنة الصحيح.
المقارنة بين الشركات في نفس القطاع: تحديد ما إذا كانت مرتفعة أو منخفضة
نسب السعر إلى الأرباح تختلف بشكل كبير بين القطاعات. فالتكنولوجيا والأدوية ذات النمو العالي غالبًا ما تكون نسبها مرتفعة، لأنها تتوقع نموًا مستقبليًا كبيرًا، بينما القطاعات التقليدية مثل التصنيع والمالية تكون نسبها أقل.
مثلاً، في صناعة أشباه الموصلات، شركات مثل TSMC، UMC، وPowerchip لها نسب PE تساوي 13، 8، و47 على التوالي. عند المقارنة، يجب أن تكون داخل نفس القطاع، حتى تعرف أي شركة تعتبر أرخص أو أغلى. ارتفاع نسبة PE لا يعني بالضرورة أنها سيئة، فقد يعكس ثقة السوق في قدراتها ونموها المستقبلي؛ وانخفاضها لا يعني بالضرورة فرصة استثمارية، فقد يكون هناك مشاكل خلف الكواليس.
المقارنة الزمنية: فهم مستويات التقييم العالية والمنخفضة
بمقارنة نسبة PE الحالية مع تاريخ الشركة، يمكن أن تساعدك على تحديد ما إذا كانت التقييمات مرتفعة أو منخفضة الآن.
مثلاً، إذا كانت نسبة PE الحالية لشركة TSMC تساوي 13، وخلال السنوات الخمس الماضية كانت 90% من الوقت أعلى من 15، فهذا يعني أن التقييم الحالي أقل من المتوسط، وربما يكون فرصة للشراء. وإذا كانت النسبة غالبًا أقل من 12، والآن وصلت إلى 15، فهذا يشير إلى أن السعر قد ارتفع.
هذه المقارنة تعتمد على البيانات، وتوفر رؤية موضوعية، لكن لا يمكنها التنبؤ بالمستقبل، وقد تؤدي إلى شراء الأسهم عند ارتفاعها، خاصة إذا كانت التقييمات مرتفعة وتقترب من مستويات النمو.
رسم تدفق نسبة السعر إلى الأرباح: رؤية واضحة لقيمة السهم
إذا كانت نسبة PE رقمًا، فإن رسم تدفق نسبة السعر إلى الأرباح هو أداة بصرية لعرض هذا الرقم. من خلال دمج أعلى وأدنى نسب PE تاريخيًا، مع سعر EPS الحالي، يمكنك أن ترى بسرعة ما إذا كان السعر الحالي مرتفعًا أو منخفضًا مقارنةً بالتاريخ.
عادةً، يتكون الرسم من 5 إلى 6 خطوط، أعلىها يمثل أعلى نسبة PE تاريخية مقابل سعر السهم، وأسفلها يمثل أدنى نسبة PE مقابل سعر السهم، والوسط يمثل المناطق المتوسطة. عندما يكون سعر السهم في المنطقة السفلى، غالبًا ما يشير إلى فرصة منخفضة السعر؛ وعندما يكون في المنطقة العليا، قد يدل على مخاطر.
لكن، يجب أن تذكر أن رسم التدفق هو أداة مرجعية فقط، ولا ينبغي الاعتماد عليه وحده لاتخاذ قرارات البيع والشراء. فالتقييم المنخفض لا يضمن ارتفاع السعر، والتقييم المرتفع لا يعني بالضرورة أن السعر سينخفض قريبًا، ويجب دائمًا مراعاة أساسيات الشركة، ودورة القطاع، وعوامل أخرى.
النقاط الثلاث التي تُعيق استخدام نسبة السعر إلى الأرباح ويجب أن تعرفها جيدًا
رغم أن نسبة السعر إلى الأرباح من الأدوات الشائعة لتقييم الأسهم، إلا أن لها قيود واضحة.
الأول، أنها تتجاهل عبء الديون على الشركة. شركتان قد تكونان بنفس نسبة PE، لكن إحداهما تمتلك أصولًا كافية، والأخرى مديونة بشكل كبير، خاصة في حالات الركود أو ارتفاع أسعار الفائدة، فإن المخاطر تختلف تمامًا. الشركات ذات الأصول الثابتة غالبًا ما يكون سعرها أعلى، وهذا لا يعني أنها أقل خطورة، بل العكس.
الثاني، صعوبة تحديد مستوى عادل لنسبة PE. فارتفاعها قد يكون مؤقتًا بسبب تراجع الأداء، أو توقعات السوق لنمو مستقبلي، أو حتى فقاعة. لا يوجد معيار مطلق، ويعتمد على الحالة الخاصة لكل شركة.
الثالث، أنها غير مناسبة للشركات غير المربحة. العديد من الشركات الناشئة وشركات التكنولوجيا الحيوية لا تحقق أرباحًا بعد، لذا فإن مؤشر PE غير صالح لها. في هذه الحالة، يمكن استخدام مؤشرات أخرى مثل نسبة القيمة الدفترية إلى السعر(PB) أو نسبة السعر إلى المبيعات(PS).
مؤشرات PE، PB، PS: كل واحد يؤدي دوره
كل نوع من الشركات يحتاج إلى مقياس تقييم مختلف. الشركات المربحة والناضجة تستخدم PE؛ الشركات ذات الدورة الاقتصادية القوية والتي قد تتكبد خسائر تستخدم PB لقياس قيمة الأصول؛ والشركات الناشئة ذات النمو تستخدم PS لقياس حجم الإيرادات. استخدام الثلاثة معًا يعطي تقييمًا أكثر شمولية لقيمة الشركة.
امتلاكك لنسبة PE هو بداية جيدة للاستثمار، لكن الأهم هو فهم ظروف استخدامها وقيودها، ثم التحقق منها باستمرار وتعديل معايير حكمك بناءً على التجربة.