ICE تستثمر 20 مليار وتقدر بـ 8 مليارات دولار.. كيف تقدر Polymarket بهذا السعر؟

المصدر: Galaxy؛ الترجمة: كوينتلغراف

أعلنت شركة Intercontinental Exchange (ICE)، الشركة الأم لبورصة نيويورك، يوم الثلاثاء عن موافقتها على استثمار يصل إلى 2 مليار دولار في Polymarket. وفقًا لبيانات Messari، تعتبر هذه الصفقة سابع أكبر استثمار في الأسهم لشركة العملات المشفرة، وأكبر استثمار خاص لشركة من وول ستريت تقليديًا. تقدر قيمة الشركة الناشئة القائمة على البلوكشين لمنصة التنبؤات السوقية بمبلغ 8 مليارات دولار، وهو ما يقرب من 7 أضعاف تقييم جولة التمويل الأخيرة التي جرت هذا العام، والتي كانت قبل الانتخابات الرئاسية في نوفمبر 2024 بأكثر من 22 مرة.

بالإضافة إلى هذا الاستثمار الضخم، ذكرت ICE أنها تخطط لأن تكون “الموزع العالمي لبيانات الأحداث المدفوعة على Polymarket، وتوفير مؤشرات مشاعر مرتبطة بالسوق للعملاء”. وأكدت ICE أن الشركتين ستتعاونان أيضًا في مشاريع التوكنية. في الوقت نفسه، ألمح مؤسس ومدير تنفيذي Polymarket، Shayne Coplan، إلى احتمال إعداد إصدار POLY من العملة الرقمية، وأعلنت MetaMask عن خطة لدمج Polymarket في محفظتها (بالإضافة إلى التداول المستمر للعقود الآجلة).

رأي Galaxy:

يعد استثمار واعتماد المؤسسات الرائدة في وول ستريت جزءًا من تحول مصير Polymarket ومؤسسه البالغ من العمر 27 عامًا، Shayne Coplan.

وصفت وكالة بلومبرج Coplan بأنه أصغر ملياردير من نوعه في العالم. قبل حوالي عام، في الأيام الأخيرة من إدارة بايدن، داهم مكتب التحقيقات الفيدرالي منزل Coplan للتحقيق فيما إذا كانت Polymarket تسمح للمستخدمين الأمريكيين بالوصول إلى المنصة، مما ينتهك اتفاق التسوية السابق مع لجنة تداول السلع الآجلة (CFTC).

ومع ذلك، خلال إدارة ترامب، تخلت الحكومة الفيدرالية عن التحقيق، وشراء Polymarket بورصة مرخصة من CFTC، QCX، مما مهد الطريق لعودة Polymarket إلى السوق الأمريكية. لم يعد Coplan منبوذًا، ودُعي للمشاركة في جلسات مائدة مستديرة في البيت الأبيض وفعاليات مشتركة بين SEC و CFTC. كما شاركت شركة ترامب الصغيرة في التمويل المبكر، وانضم إلى Polymarket كمستشار.

بعيدًا عن التقييم المذهل وعودة Coplan، نود أن نعرف كيف تنوي ICE التعامل مع بيانات Polymarket. هذه المعلومات متاحة على السلسلة، وتُنشر احتمالاتها على موقع Polymarket، وتُحدث بشكل مباشر (واضح). من ناحية أخرى، فإن خدمات بيانات السوق هي خط أعمال رئيسي لـ ICE، حيث حققت حوالي 1.84 مليار دولار من الإيرادات العام الماضي، أي حوالي 15% من إجمالي دخل الشركة.

ربما ترى ICE أنها تستطيع تجميع بيانات Polymarket في شكل يضيف قيمة لعملاء TradFi، أو ربما تنقلها فورًا إلى شاشات التداول التي يستخدمونها، بصيغة معتادة لديهم. إذا كان الأمر كذلك، وفرضت ICE رسومًا على هذه الخدمة وشاركت في أرباح Polymarket، فقد يساعد ذلك في حل التحدي الطويل الأمد الذي يواجهه الأخير (الذي لا يفرض رسوم تداول): إيجاد نموذج دخل مستدام.

من منظور كلي، قد يعتقد البعض أن المنتج الحقيقي لمنصات التنبؤ ليس الرهانات نفسها، بل الإشارات المعلوماتية التي تنتجها هذه الأسواق. إذا تمكنت المنصة من تحويل هذه الإشارات إلى أصول قابلة للتمويل، فسيكون من الممكن أن تربح دون فرض رسوم. تجمع الأسواق التنبئية المعلومات الموزعة إلى إشارات سعرية. يمكن تفسير سعر كل عقد على أنه الاحتمال الضمني لنتيجة معينة. في العديد من الأسواق، مع مرور الوقت، يُنشئ ذلك مجموعة بيانات تنبئية احتمالية — وهو نموذج توقعات جماعي يتحدث باستمرار. من وجهة نظر اقتصادية، الرهانات هي المدخلات، وليست المخرجات. المخرجات ذات القيمة هي المعلومات الناتجة عن تفاعل هذه الرهانات. من هذا المنظور، من السهل تصور أن ميزة Polymarket غير الملموسة تكمن في قدرته على التقاط وتوحيد هذه البيانات على نطاق واسع، مما يخلق ردود فعل عالية التردد على مشاعر وتوقعات العالم الحقيقي.

تقوم البورصات التقليدية بتحقيق الدخل من خلال الرسوم على أنشطة التداول، لكن هذه الرسوم تخلق احتكاكًا، وتشوه تشكيل الأسعار. يضبط المشاركون أسعار البيع والشراء وفقًا للتكاليف، مما يعني أن أسعار السوق تنحرف قليلاً عن الاحتمالات الجماعية “الحقيقية”. إذا تمكن Polymarket من إيجاد طريقة لتحويل طبقة البيانات إلى أصول، فسيظل قادرًا على تجنب هذا الاحتكاك. من المفترض أن يؤدي هيكل بدون عمولة إلى سوق أكثر كفاءة، وبالتالي منتجات معلومات أنظف وأعلى جودة. جودة البيانات تتحسن لأن المستخدمين لا يحتاجون إلى الدفع مقابل تقديم البيانات.

لذا، يمكننا تصور أن Polymarket لم يعد منصة للمراهنة، بل مزود للبنية التحتية للمعلومات. السوق هو آلية التنبؤ الجماعي الخاصة بها؛ والأعمال هي تحويل هذه التنبؤات إلى منتجات تجارية. العملاء الطبيعيون لهذا النوع من المنتجات قد يشملون المؤسسات المالية، صناديق التحوط، وسائل الإعلام، ومطوري الذكاء الاصطناعي الذين يسعون لقياس وتوقع الأحداث المستقبلية بشكل فوري.

في الوقت نفسه، قد يكون عملة POLY، التي كشف عنها Coplan (اعتمادًا على تصميمها)، حلاً لمشكلة رئيسية تواجه Polymarket: الحفاظ على ثقة حلوله التعاقدية. قبل أكثر من عام، نقلت صحيفة The Information عن مصادر مجهولة أن Polymarket كانت تفكر في إصدار عملتها الخاصة “حتى يتمكن المستخدمون من التحقق من نتائج الأحداث الواقعية”. بالنسبة لمن يفهمون مغزاها، يبدو الأمر وكأنه تحذير من بروتوكول UMA، وهو خدمة العقود الذكية التي تستخدمها Polymarket لحل مشكلات السوق وفض النزاعات عبر التصويت المجتمعي. من الشكاوى الشائعة حول UMA أن كبار حاملي رموزها قد يتواطؤون لحل مشكلات السوق بطريقة تضمن لهم الربح، بغض النظر عن النتيجة الفعلية.

اتخذت Polymarket إجراءات هذا العام لتقليل اعتمادها على UMA، باستخدام Chainlink لحل مشكلات تقلبات أسعار الأصول. عند الإعلان عن التعاون، قال الطرفان إنهما “يستكشفان طرقًا لتوسيع نطاق تطبيقات Chainlink، ومعالجة مشكلات الأسواق التنبئية التي تتعلق بمزيد من القضايا ذات الطابع الذاتي، وتقليل الاعتماد على آليات التصويت المجتمعي، وتقليل المخاطر”. لذلك، ربما لا تزال Polymarket تفكر في أن تكون POLY جزءًا من حلها.

وأخيرًا، نحن فضوليون بشأن جهود ICE وPolymarket المشتركة في التوكنية. كما أشار Coplan في مقابلة قصيرة على بودكاست TBPN، فإن خبرة Polymarket في هذا المجال واسعة — فكل سهم “نعم” أو “لا” يتداول على منصتها هو رمز على بلوكشين مرتبط بنتائج العالم الحقيقي. لذلك، لا يبدو من الصعب أن تطلب المساعدة في توكنة الأصول الواقعية المدرجة في بورصة ICE.